كيف حالكم يا رفاق؟ هل ترغبون في قراءة القصص البسيطة لأطفالكم قبل النوم؟! ممتاز، فنحن الآن في موقع "قصة لكل جيل" سنضع بين أيديكم مجموعة مكونة من قصص قبل النوم للاطفال سن 5 سنوات، فلتستمتعوا بها مع أطفالكم الأعزاء.
القصة الأولى: زوزو والجزمة الحمراء
في قديم الزمان، عاشت الحيوانات في غابةٍ كبيرة، بفرحٍ وأمان، وكانت الزرافة "زوزو" أطولهم قامة وأكثرهم طيبة، وذات يوم، اشترت زوزو حذاءً أحمر بكعبٍ عالٍ كانت تحلم به منذ زمن، فرحت كثيرًا وقالت: "انظروا إلى جزمتي الجديدة! أليست جميلة؟"
اقترب منها القرد "كِدلي" وقال بلطف: "جميلة يا زوزو، لكنكِ أطول مخلوق في الغابة، لماذا تحتاجين كعبًا؟ قد تتعثرين!" فردّت بابتسامة: "أحب الكعب العالي، وأنا حرة فيما ألبس!"
وبينما كانت زوزو تشرب من البحيرة، انزلقت وسقطت في الماء! هرعت صديقتها "سمسمة" لمساعدتها، فوجدت أن الحذاء انفصل منها، شكرت زوزو صديقتها ولبست الحذاء مجددًا، لكنها ما إن بدأت تمشي حتى صرخت: "آه! يا رجلي!"
أسرعت الحيوانات نحورها ومعهم الدكتور "رمبو"، وبعد فحصٍ قال: "أصبتِ بكسر في رجلكِ يا زوزو، وستحتاجين لتجبيرها." حزنت زوزو وقالت: "يعني لن أستطيع المشي؟"
ابتسم الطبيب: "بل ستتعافين، لكن لا تلبسي الأحذية التي تؤذيكِ." تنهدت زوزو وقالت لفلفول وعنتر: "أنتم كنتُم على حق… تعلّمت الدرس: ليست كل ما نحبه يناسبنا!"
القصة الثانية: هدايا الأسد شديد
في قديم الزمان، في غابةٍ سعيدةٍ يسكنها الحيوانات بسلام، استيقظ الأرنب "أرنوب"، والزرافة "زوزو"، والقرد "ميمون" ذات صباح، ليجد كلٌّ منهم هدية جميلة أمام بيته! تعجبوا وقالوا: "من يا تُرى أرسل لنا هذه الهدايا؟ ليست هناك مناسبة! علينا أن نعرف من فعل ذلك لنشكره."
اقترحت زوزو: "لنذهب إلى العصفورة فوفو، فهي تستيقظ باكرًا وتُحلّق في أنحاء الغابة، ربما رأت من أوصلها." وبالفعل، طارت فوفو فوقهم وقالت بابتسامة: "نعم! رأيت الأسد شديد يضع الهدايا أمام بيوتكم في الصباح الباكر."
ذهب الأصدقاء إلى شديد وسألوه بود: "شكرًا على الهدايا، لكن ما المناسبة؟" ابتسم شديد وقال: "لأني كنت مريضًا الأسبوع الماضي، وأنتم الثلاثة لم تتركوني وحدي، ساعدتموني وأحضرتم لي الطعام والدواء، هذه أقلّ طريقة أعبر بها عن شكري لكم!" احتضنهم شديد، وتأثر الجميع بتلك اللفتة اللطيفة.
قضوا اليوم يحتفلون، يضحكون ويفرحون، وتعلموا أن الصداقة الحقيقية تظهر وقت الحاجة، وأن كلمة طيبة أو هدية بسيطة قد تصنع يومًا سعيدًا.
القصة الثالثة: رمبو لا يحب الاستحمام!
كان يا مكان، في قديم الزمان، عاشت الحيوانات في غابةٍ جميلةٍ تعمّها السعادة والسلام، وفي يومٍ مشمس، ذهبت الحيوانات كالعادة للاستحمام في البحيرة، يلعبون ويرشّون الماء بسعادة، لكن الأرنب رمبو بقي وحده، جالسًا عند الشاطئ.
قالت له زوزو الزرافة وهي تضحك: "الماء جميل يا رمبو، تعال وشاركنا!" ردّ رمبو: "لا أحبّ الماء، ولا أحبّ الاستحمام!"
قال له القرد ميمون: "لكن الاستحمام مهم يا رمبو! قد تمرض أو تظهر حبوب على جسدك." لكنه أجاب بعناد: "لا يهم، لن أستحمّ!"
تضايق الأصدقاء، لأنهم خافوا على رمبو، وأرادوا فقط مصلحته، وبعد قليل، قال أحدهم: "أنا لن ألعب اليوم، لأن رمبو لا يستحم، وقد يكون مريضًا ويُعدينا!"
حزن رمبو حين سمع هذا الكلام، وشعر بأنه معزول، فكر في الأمر… وتذكر كلماتهم الجميلة واهتمامهم به، وفجأة، قرّر أن يفعل الصواب!
قال بصوتٍ عالٍ: "أنا قادم لأستحم!" فرح الأصدقاء وهتفوا: "أحسنت يا رمبو، النظافة مهمة جدًا!"
نزل رمبو إلى الماء واستحم جيدًا، وعاد نظيفًا ومنتعشًا، قال بسعادة: "أنا الآن أشعر بتحسّن، وسأحرص على النظافة دائمًا!" وعاد الجميع للعب سويًا، كما كانوا دائمًا.
القصة الرابعة: كوكو الذي ضلّ الطريق
في قديم الزمان، في غابةٍ هانئةٍ مليئة بالحيوانات السعيدة، كان هناك كتكوتٌ صغير يُدعى كوكو، وذات يوم، ضلّ كوكو طريقه وهو يلهو، وابتعد عن والده وأصدقائه دون أن ينتبه! راح يمشي وحده خائفًا، لا يعرف إلى أين يذهب، حتى لمح من بعيد الأرنب أرنوب والعصفورة فوفو يقتربان منه.
قال أرنوب بقلق: "ماذا تفعل في هذا المكان الخطر يا كوكو؟" أجاب الكتكوت: "أنا تائه… ولا أعرف كيف أعود!" فقالت فوفو: "يجب أن نأخذك إلى مكان آمن قبل أن يراك الثعلب علو!" وافق كوكو وقال بخوف: "لكن..، ماذا إن عاد أبي ولم يجدني؟" أجابت فوفو بحزم: "سأتولى الأمر! أرنوب، خذه إلى بيت الأسد شديد، وانتظراه هناك."
طارَت فوفو بسرعة، تفكر كيف تخبر والد كوكو، ثم خطرت لها فكرة رائعة! جمعت أوراقًا وأقلامًا، وبدأت تكتب عليها: "كوكو بخير، ينتظرك عند بيت الأسد شديد." علّقت هذه الأوراق في كل أنحاء الغابة.
في بيت الأسد، اهتم شديد بكوكو وقال له بلطف: "هل أنت جائع؟ كلْ ما شئت حتى يصل والدك." فرح كوكو، ورقص وغنّى مع أرنوب والأسد حتى جاء الطائر بيكو مسرعًا وهو يقول: "لقد وجدت والد كوكو، هيا نخبره!"
وصل الأب "حبش" وعانق صغيره بحب، وقال: "كنت قلقًا عليك كثيرًا!" فردّ كوكو: "أنا آسف يا أبي، لقد ابتعدت دون قصد وأنا ألعب..." ضحك الجميع بارتياح، وشكروا فوفو على فكرتها الذكية التي ساعدت حبش في إيجاد ابنه.
عاد كوكو ووالده إلى البيت بفرح وأمان، وهو يردد في قلبه: "الضياع مخيف… لكن الأصدقاء الأوفياء يجعلون العالم أكثر أمانًا!"
القصة الخامسة: قصة الوحش
في ليلةٍ عاصفة، كنت أحاول النوم بصعوبة، لكن الوحوش المخيفة بدأت تزحف في الظلمة الرهيبة، رأيتُها تتحرك بين الزوايا في كل مكان، وكلما اقتربت، زاد قلبي بالهذيان.
كان بعضها ضخمًا يشبه الجبال، وبعضها صغيرًا لكن يبدو كالهلال، واحدٌ يملك قرونًا حادة كالسكاكين، وآخر له مخالب مرعبة تُخيف الملايين.
وكان هناك من يمتلك أقدامًا مشعرةً كالدببة، يزأر بصوتٍ غليظ يجعل النوافذ ترتجف رهبة، ثمّ هبّ الريح بالخارج والبرد اشتد، فبدأ عرض الوحوش كأنه عيدٌ ممتد!
صاروا يرقصون حول سريري بكل جنون، وظهرت ظلالهم على سقفي كالسكون، راقبتهم من تحت الغطاء مذعورًا مرعوبًا، قلبي ينبض بسرعة، كأنّه يهرب من خطوبًا.
ثمّ لمع البرق بقوة، وزأر الرعد في الأفق، وسمعت صوتًا عند الباب يشبه الطَرق، تجمدت مكاني، لا أعرف ما أفعل، الكائن يقترب..، هل أهرب؟ أم أتحول؟
دخل الكائن دون صوت، وتوقفت أنفاسي، تدثرت بالغطاء وأغمضت عينيّ كي أنسى المآسي، فكّرت في أنيابه كم ستكون طويلة، وهل لونه أخضر أم بشرته مائلة للذهبية الثقيلة؟
هل هو ملك الوحوش جاء لاصطحابي بعيدًا؟ هل سيلتهمني؟ أو يجعلني سجينًا للأبد قعيدًا؟ لكنّي فجأة سمعت صوتًا أعرفه جيدًا، هادئًا، حنونًا، يُشبه وجهًا مألوفًا مُحبًّا.
فتحت الغطاء، ورفعت رأسي برعبٍ كبير، فرأيت أبي واقفًا، يبتسم لي في سرير، قال لي: "يا بُني، لا تخف من شيء، أنا هنا معك، لا خطر ولا شيء غريب يُريْك."
"أعلم أن العواصف تجعل الليل مرعبًا، وتجعل الخيال يتجسد في كل جانبًا، كنتُ مثلك تمامًا حين كنت صغيرًا، أتخيل وحوشًا تخرج من الظل كالغديرًا."
"لكن جدك، والد أبي، أخبرني بسرٍ خطير، شيء يجعل الوحوش تهرب من أي سرير، ليس مصباحًا ولا قفلًا ولا بابًا مُغلقًا، ولا حتى سيفًا ولا صوتًا مرتفعًا محمّقًا."
"السرّ الذي يبعدهم دون أي كلام، هو شيءٌ عجيب، قد لا تصدقه الأفهام، الوحوش، يا ولدي، لا تحب الجوارب الحمراء، تهرب فور رؤيتها، وتختفي في العراء."
فإن شعرت يومًا بخوفٍ في المساء، ووُجِدت وحوشٌ حولك تملأ الفضاء، تذكر نصيحة والدي الحكيم القدير، واتبع كلامه، فتختفي الوحوش في المسير.
ربت أبي على رأسي كعادته الحنونة، ثم غادر الغرفة بصمت كنسمةٍ سكونة، لكنني قفزتُ سريعًا من سريري الوثير، أبحث في الأدراج عن الجوارب ذات المصير.
سحبت زوجًا بلون أحمرٍ كالجمرة، ارتديته فورًا، بلا أي حيرة أو حذرة، أطفأت النور، وعدت إلى السرير دافئًا، وتحت الغطاء اختبأت مرتاحًا وآمنًا.
العاصفة بالخارج كانت ما تزال تعوي، لكن الوحوش اختفت، لم تبقَ حتى عَفوي، الضخام والسِّمان والطوال والصغار، فرّوا جميعًا بمخالبهم وقرونهم الكبار.
لم أجد أحدًا، لا صوتًا ولا ظلًّا، تنفست براحة، ونمت حالًا، ومنذ ذلك اليوم، في الليالي العاصفة، لم أعد أخاف، ولا أهاب الأصوات الراجفة.
قد تعجبك أيضاً: أجمل 5 قصص اطفال قبل النوم
حين يزأر الرعد، والبرق يشق السماء، ويتسلل الخوف في كل زوايا الهواء، أنا لا أرتعد، ولا أنكمش من الرعب، لأنني أعلم سرًا يُبعد كل صخب.
قد لا تصدقني، لكنه حقيقي تمامًا، وأقسم أنني أقول ذلك اهتمامًا، فالوحوش جميعًا، صغارًا وكبارًا بلا نفاق، تخاف وتكره بشدة الجوارب الحمراء بإتفاق.
