إذا كنت تبحث عن قصص للأطفال تأخذهم في رحلة خيالية قبل النوم، فإليك قصة للأطفال قبل النوم ستعلمهم درسًا قيمًا، نقدم لكم قصة ليلى والذئب، ذات الرداء الأحمر، وهي حكاية مشوقة تروي مغامرات فتاة صغيرة في الغابة مع ذئب ماكر.
إنها قصة يتعلم منها الطفل أهمية الحذر والالتزام بتعليمات الكبار، بالإضافة إلى قيمة الشجاعة والتفكير السليم في مواجهة المواقف الصعبة.
قصة ليلى والذئب - ذات الرداء الأحمر
في قديم الزمان، كانت تعيش فتاة صغيرة تُدعى ليلى وكان لقبها "ذات الرداء الأحمر" مع والدتها في قرية صغيرة تقع بالقرب من الغابة، وكانت الفتاة محبوبة للغاية من الجميع، وخاصة من قبل جدتها التي كانت تعيش على الجانب الآخر من الغابة، وذات يوم صنعت لها الجدة رداءً جميلًا لونه أحمر، فأحبته الفتاة كثيرًا وأصبح لا يفارقها، نظرًا لأنها كانت ترتدي هذا الرداء دائمًا، أطلق عليها أهل القرية لقب "ذات الرداء الأحمر.
كانت ذات الرداء الأحمر تحب زيارة جدتها دائمًا، حيث كانت تستمتع بالقصص والهدايا التي تقدمها لها الجدة، وفي أحد الأيام جاء حطاب كان يسكن في الغابة إلى منزل الفتاة ليخبرها ووالدتها بأن الجدة مريضة وتحتاج إلى من يعتني بها.
شعرت الفتاة ووالدتها بالقلق، وقررت الأم إعداد بعض الدواء من الأعشاب المفيدة، كما أعدت وجبة صحية من الخضروات لتأخذها الفتاة إلى جدتها، وضعت الأم الدواء والوجبة في سلة صغيرة، ثم نادت على ابنتها
وقالت: يا عزيزتي، لقد أعددت دواءً وجدتكِ تحتاج إليه، كما أعددت لها وجبة صحية، أرجوكِ خذي السلة إلى جدتكِ فورًا، ولكن تذكري ألا تبتعدي عن الطريق ولا تتحدثي مع الغرباء.
فرحت ذات الرداء الأحمر وقالت: حسنًا يا أمي، سألتزم بكلامك وسأسرع إلى جدتي، لأنني اشتقت إليها كثيرًا.
انطلقت الفتاة في طريقها عبر الغابة، وكان صباحًا جميلًا ومشمسًا، كانت الفراشات ترفرف حولها والطيور تغني بألحان جميلة، وكانت الفتاة تسير على الطريق المستقيم الذي أخبرتها والدتها بأن تلتزم به، ولكن بينما كانت تسير، رأت مجموعة من الأزهار الجميلة على جانب الطريق.
لم تستطع ليلى مقاومة جمال الأزهار، وبدأت في قطفها واحدة تلو الأخرى، ونسيت تحذير والدتها لها، وبدأت تبتعد تدريجيًا عن الطريق الصحيح، حتى وجدت نفسها داخل الغابة.
فجأة، ظهر أمامها ذئب كبير ومخيف، ارتعبت الفتاة من الخوف وسقطت السلة من يدها، ولكن الذئب تحدث إليها بلطف وخداع قائلًا: إلى أين تذهبين يا صغيرة؟ ولماذا أنتِ في عجلة من أمرك؟.
ردت ذات الرداء الأحمر قائلة: أنا ذاهبة إلى منزل جدتي التي تعيش على الجانب الآخر من الغابة، فهي مريضة وأحمل لها دواءً ووجبة صحية.
ابتسم الذئب بخبث، ولكن الفتاة لم تلاحظ خداعه. فقال لها: أين يقع منزل جدتكِ بالتحديد؟
أجابت الفتاة: منزل جدتي يقع بين الأشجار الكبيرة هناك، على بعد مسافة ليست بعيدة.
قال الذئب: أكملي قطف الأزهار يا صغيرة، ودعي الجدّة تفرح بها، أما أنا، فسأذهب لأزور جدتكِ قبلك.
لم تشك الفتاة في نوايا الذئب، واستمرت في جمع الأزهار، بينما انطلق الذئب بسرعة نحو منزل الجدة، أخذ الذئب الطريق المختصر ليصل قبل الفتاة، وعندما وصل إلى المنزل طرق الباب.
سألت الجدة من داخل المنزل: "من الطارق؟
رد الذئب مقلدًا صوت ذات الرداء الأحمر: إنه أنا، ذات الرداء الأحمر يا جدتي. لقد جئت لأراكِ وأحضر لكِ بعض الدواء والطعام.
فرحت الجدة وقالت: ادخلي يا عزيزتي، الباب مفتوح.
دخل الذئب المنزل بسرعة وأمسك بالجدة ووضعها في صندوق خشبي وأغلق عليه بإحكام، ثم ارتدى ملابس الجدة ووضع نظارتها، واستلقى في السرير منتظرًا قدوم ذات الرداء الأحمر.
بعد أن أنهت ذات الرداء الأحمر جمع الأزهار وتذكرت نصيحة والدتها بأن لا تبتعد عن الطريق، شعرت بالخوف وبدأت تتساءل عن كيفية العودة إلى الطريق الصحيح، وجلست تبكي.
اقترب منها صياد كان يمر بالقرب منها في الغابة وسألها: لماذا تبكين يا صغيرة؟
أجابت ذات الرداء الأحمر: لقد ضللت طريقي وأنا في طريقي لزيارة جدتي المريضة.
رد الصياد: لا تخافي يا ذات الرداء الأحمر، سأقوم بمساعدتك في الوصول إلى منزل جدتكِ، لكن دعينا نسرع فقد رأيت ذئبًا قريبًا من هنا، ويجب أن نتأكد من سلامة جدتكِ.
انطلق الصياد مع ذات الرداء الأحمر نحو منزل الجدة، وعندما وصلوا إلى هناك، طرقت ذات الرداء الأحمر الباب وسألت بصوتها الطفولي: جدتي، هل أنتِ هنا؟.
رد الذئب مقلدًا صوت الجدة: نعم، يا عزيزتي، ادخلي.
دخلت ذات الرداء الأحمر إلى المنزل، ولكنها لاحظت أن جدتها تبدو غريبة، اقتربت منها وسألت: يا جدتي، لماذا أذناك كبيرتان؟
أجاب الذئب: لأسمعكِ بشكل أفضل.
ثم سألت الفتاة: ولماذا عيناكِ كبيرتان؟
أجاب الذئب: لأراكِ بشكل أفضل.
استمرت الفتاة في السؤال: ولماذا يداكِ كبيرتان؟
أجاب الذئب: لأحضنكِ بشكل أفضل.
وأخيرًا، سألت الفتاة بحذر: ولماذا أسنانكِ حادة هكذا؟
هنا لم يستطع الذئب إخفاء نفسه أكثر، فقال بصوت عالٍ: لأكلكِ بشكل أفضل، وقفز الذئب من على السرير ليهاجم ليلى ذات الرداء الأحمر.
صرخت الفتاة بصوت عالٍ: ساعدوني! ساعدوني!
في تلك اللحظة، دخل الصياد إلى المنزل بسرعة، وأمسك بفأسه وضرب الذئب على رأسه، وقع الذئب على الأرض فاقدًا للوعي، وبعد ذلك فتح الصياد الصندوق وأخرج الجدة من داخله.
كانت الجدة مرهقة، ولكنها سعيدة بأن الجميع بخير، شكرت الصياد على شجاعته، وعاد الجميع إلى طاولة الطعام، حيث تناولوا الوجبة معًا، واحتفلوا بالنجاة من الذئب الشرير.
يمكنكم الاطلاع على: قصة الملكة الصغيرة العظيمة.
عندما حان وقت العودة، أخذت ذات الرداء الأحمر الدواء من السلة وأعطته لجدتها، وبدأت الجدة تشعر بتحسن، وعادت الفتاة إلى منزلها قبل حلول الظلام، وقد تعلمت درسًا في أهمية الالتزام بتعليمات والدتها وعدم التحدث مع الغرباء.
ومنذ ذلك اليوم، أصبحت ذات الرداء الأحمر أكثر حذرًا عند دخول الغابة، وحرصت دائمًا على اتباع نصائح والدتها والبقاء على الطريق الصحيح.
الدروس المستفادة من قصة ليلى والذئب - ذات الرداء الأحمر
- الاستماع لنصائح الأهل: يجب أن نستمع لنصائح الأهل والالتزام بتوجيهاتهم، فهي تهدف لحمايتنا من المخاطر.
- الحذر من الغرباء: من المهم أن نكون حذرين عند التعامل مع الغرباء، فهم قد لا يكونون كما يظهرون.
- عدم الابتعاد عن الطريق: يجب علينا البقاء في الطريق المأمون وعدم التشتت بأشياء قد تخرجنا عن المسار الصحيح.
- المسؤولية: يجب علينا أن نتحمل المسؤولية ونقوم بواجباتنا بشكل صحيح، كما فعلت ذات الرداء الأحمر عندما أسرعت إلى جدتها.
- العمل الجماعي: التعاون مع الآخرين، مثل الصياد الذي ساعد ذات الرداء الأحمر، يمكن أن يكون حاسماً في مواجهة المشكلات.
- الشجاعة في مواجهة الخوف: عند مواجهة المواقف الصعبة، يجب أن نكون شجعاناً ونبحث عن المساعدة إذا لزم الأمر.