أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

قصة جولديلوكس والدببة الثلاثة للأطفال

مرحبًا يا أصدقاء، اليوم موعدنا مع قصة ممتعة ومسلية من أجمل قصص الأطفال، قصتنا اليوم هي قصة جولديلوكس والدببة الثلاثة، فتعالوا نرى تلك الفتاة ذات الشعر الذهبي اللامع ماذا فعلت في منزل الدببة وهل ستتمكن من العودة لمنزلها بسلام أم لا؟! هيا بنا! 

قصة جولدي لوكس

قصة جولديلوكس والدببة الثلاثة

ذات يوم، على أطراف الغابة، كانت تعيش فتاة ذات شعر ذهبي لامع تُدعى "غولدي لوكس"، وكانت غولدي لوكس تتميز بضفائرها الجميلة التي تثير إعجاب ودهشة كل من يراها، وعلى الرغم من رقتها ونعومتها، إلا أنها كانت تتحول أحيانًا إلى فتاة شقية تُحب الاستكشاف والمغامرة.

وفي كل مرة كانت تخرج فيها للعب، كانت والدتها تحذّرها قائلة:
"تصرّفي بحكمة يا غولدي، لا تبتعدي كثيرًا، وكوني فتاة مهذبة!"

وهناك في أعماق الغابة، كانت تعيش عائلة من الدببة في كوخ صغير دافئ، تكوّنت تلك العائلة من الدب الأب عريض الكتفين، والدبة الأم متوسطة الحجم، والدب الصغير.

كانت الدبة الأم تستيقظ مبكرًا كل صباح لتعد عصيدة الشوفان اللذيذة لوجبة الإفطار، وذات صباح، استيقظ الدب الصغير أبكر من المعتاد، وكان جائعًا، فأراد أن يتناول عصيدته.
لكنه سرعان ما صرخ:
"أمي! إنها ساخنة جدًا! هل يمكننا أن نخرج في نزهة إلى الغابة حتى تبرد؟"

وافقت الدبة الأم، وانضم إليهم الدب الأب، فتركوا العصيدة على المائدة وخرجوا جميعًا في نزهة بين الأشجار.

وفي الوقت ذاته، كانت غولدي لوكس تلعب في الفناء الخلفي، بانتظار أن تُحضّر والدتها الإفطار...

لكن غولدي لوكس بدأت تشعر بالملل من اللعب في نفس الفناء كل يوم، وأصبح الفضول يسيطر عليها لتعرف ما الذي يُخبئه عُمق الغابة، فقالت لنفسها:

"ترى، ماذا لو ذهبت في جولة صغيرة داخل الغابة؟ فقط جولة قصيرة..."
نظرت حولها بحذر، وما إن تأكدت أن لا أحد يراقبها، حتى بدأت تتسلل بخطى هادئة إلى داخل الغابة.

وبينما كانت تسير بين الأشجار، بدأ التعب يتسلل إليها، فتوقفت قليلًا ونظرت حولها بانبهار قائلة:
"يا لها من غابة جميلة! كم هي رائعة هذه الأزهار والأشجار!"
ثم تابعت السير وقد ازدادت رغبتها في الاستكشاف.

في هذه الأثناء، وبينما كانت عائلة الدببة تتجول في الغابة، لمح الدب الصغير خلية نحل معلّقة على أحد أغصان الأشجار. فصاح بدهشة:
"يا لها من خلية نحل ضخمة! أنا متأكد أنها مليئة بالعسل! أبي، هل يمكننا أن نأخذ قليلًا منه؟"
رد عليه الدب الأب بحزم وهدوء:
"لا يا بُني، هذه الخلية تخصّ النحل، وهي بيتهم. لا يجوز لنا أن نقتحم بيت أحد أو نأكل من طعامه دون إذن."

هزّ الدب الصغير رأسه وقال:
"أنت محق يا أبي، علينا الانتظار حتى نعود إلى المنزل لتناول فطوري."

أما غولدي لوكس، فكانت قد ابتعدت كثيرًا، وسارت وحدها لمسافة طويلة داخل الغابة، حتى ضلّت الطريق، حاولت العودة من حيث أتت، لكنها لم تجد الطريق الصحيح، وبدأ الإرهاق يتغلب عليها، كما شعرت بالجوع الشديد...

كادت غولدي لوكس أن تبكي من شدة الإرهاق، لكنها تماسكت وقررت أن تتابع السير قليلاً لعلها تجد مخرجًا، وأخيرًا، وصلت إلى نهاية الطريق، وهناك، وسط الأشجار الكثيفة، وجدت منزلًا صغيرًا بدا وكأنه مهجور.

لقد كان منزل عائلة الدببة!

اقتربت غولدي لوكس من المنزل بهدوء، ودارت حوله محاولة رؤية من بالداخل، لكنها لم ترَ أحدًا، فطرقت الباب بخفة، ولكن لم يجبها أحد.
ثم نظرت من النافذة فرأت على الطاولة ثلاثة أطباق ساخنة ينبعث منها البخار، مما زاد من شعورها بالجوع.

عادت إلى الباب، وهذه المرة طرقته بشدّة، وفجأة...
انفتح الباب ببطء، فشعرت غولدي لوكس بالبهجة والفضول.
نظرت إلى الداخل وصاحت:
"هل يوجد أحد هنا؟"
لكن لم يجبها أحد، فدخلت المنزل بحذر وتقدمت نحو المائدة.

رأت أمامها ثلاثة أطباق من العصيدة، أحدها كبير، والآخر متوسط الحجم، أما الثالث فكان صغيرًا.
وكانت جائعة للغاية، فتوجهت مباشرة نحو الطبق الكبير، وتذوّقت منه،
لكن... كان ساخنًا جدًا!

جربت الطبق المتوسط،
لكن طعمه لم يُعجبها.

ثم تذوقت الطبق الصغير،
وقالت بسعادة:
"إنها تمامًا كما أحب!"
فأكلت العصيدة كلها حتى انتهت، وشعرت بالشبع والراحة.

بعد تناول الإفطار، شعرت بالتعب وأرادت الجلوس قليلاً لتستريح.
رأت أمامها ثلاثة مقاعد أمام المدفأة:
المقعد الأول كان كبيرًا، والآخر متوسط الحجم، أما الثالث فكان صغيرًا.

جربت المقعد الكبير أولاً،
لكنها لم تستطع حتى تسلّقَه!

ثم جلست على المقعد المتوسط،
لكنه كان قاسيًا وغير مريح.

وأخيرًا، جلست على المقعد الصغير،
فقالت:
"آه، هذا مريح تمامًا!"

ولكن فجأة...
تحطم المقعد تحتها وانكسر إلى قطع صغيرة،
ووقعت غولدي لوكس على الأرض وسط ضوضاء عالية!
جلست على الأرض مذهولة، لا تدري ماذا تفعل، أو كيف تتصرف بعد ذلك...

توجهت غولدي لوكس إلى الغرفة المجاورة، وهناك وجدت ثلاثة أسرّة مصطفة بجانب بعضها، أحدها كان كبيرًا جدًا، والآخر متوسط الحجم، أما الثالث فكان صغيرًا.

جربت السرير الكبير أولًا،
لكنها قالت:
"إنه كبير أكثر من اللازم، كما أنه صلب وغير مريح."

ثم جرّبت السرير المتوسط،
ولكنها شعرت بأنه ناعم أكثر من اللازم،
فلم تستطع النوم عليه براحة.

وأخيرًا، استلقت على السرير الصغير،
وقالت بسعادة:
"هذا السرير مناسب تمامًا! إنه مريح جدًا!"
وما إن وضعت رأسها على الوسادة، حتى راحت في نومٍ عميق.

وفي تلك الأثناء، كانت عائلة الدببة قد عادت إلى المنزل.
كان الدب الأب يحمل بعض الخشب لإشعال المدفأة،
وكانت الدبة الأم تحمل سلة مليئة بالتوت الطازج،
أما الدب الصغير فكان متحمسًا لتناول عصيدته.

ما إن دخلوا المنزل حتى توجهوا مباشرة إلى المائدة.
نظر الدب الأب إلى طبقه وقال بغضب:
"أحدهم تذوّق عصيدتي!"

ونظرت الدبة الأم إلى طبقها وقالت بدهشة:
"وأنا أيضًا... أحدهم تذوّق عصيدتي!"

أما الدب الصغير، فقد بدأ يبكي قائلًا:
"أحدهم تذوّق عصيدتي أيضًا... لا، بل أكلها كلها!"

تفاجأت العائلة مما حدث، وبدأوا ينظرون حولهم بقلق.
فلاحظ الدب الأب أن مقعده بجانب المدفأة قد تغيّر مكانه.

"أحدهم جلس على مقعدي... انظروا، لم يكن في هذا الموضع من قبل!"

تقدمت الدبة الأم وقالت هي الأخرى:
"وأحدهم جلس على مقعدي أنا أيضًا!"

أما الدب الصغير، فقد عاد للبكاء قائلًا:
"وأنا أيضًا جلس أحدهم على مقعدي... بل وكسره!".

ثم توجهت عائلة الدببة إلى غرفة النوم وهم يشعرون بالفضول، واقترب الدب الأب من سريره وقال بدهشة:

"أحدهم استلقى على فراشي! انظروا كم هو مبعثر!"

ثم قالت الدبة الأم:
"وأنا أيضًا... أحدهم نام على فراشي!"

وما إن نظر الدب الصغير إلى فراشه، حتى صرخ:
"أحدهم استلقى على فراشي... وما زال نائمًا فيه!"

اقتربت العائلة ببطء وهم يتساءلون من هذه التي تنام في فراشهم، فقال الدب الأب بصوت غاضب:
"ماذا تفعل فتاة صغيرة في منزلنا؟!"
ثم أضاف:
"أيها الصغيرة! انهضي من فراش الدب الصغير حالًا!"

استفاقت غولدي لوكس على صوت الدب الصغير وهو يبكي،
وما إن فتحت عينيها ورأت الدببة الثلاثة أمامها، حتى شعرت برعب شديد! فقفزت من السرير وركضت خارج الغرفة دون أن تنظر خلفها.

خرجت من المنزل مسرعة، وكانت تركض بين الأشجار لا تعرف إلى أين تتجه، وكان قلبها يخفق بشدة، وأنفاسها تتقطع من كثرة الركض.

وفي تلك اللحظة، رأت والديها قادمين من بين الأشجار!
لقد كانا يبحثان عنها في الغابة، فقد أقلقهم تأخرها في العودة.

صرخت جولدي لوكس بسعادة:
"أمي! أبي!"
ثم ركضت نحوهما واحتضنتهما بقوة.

قالت لها الأم بقلق:
"لقد أقلقتِنا كثيرًا! هل أنت بخير؟"

فأجابت جولدي لوكس وهي تبكي:
"نعم، أنا بخير... لقد كنت تائهة، ولن أكرر ذلك أبدًا."

وأضافت بصدق:
"من الآن فصاعدًا، سأستمع إلى كلامكما دائمًا، ولن أغادر المنزل من دون إذن."

احتضنها والدها وقال برفق:
"نحن سعداء لأنك عدتِ بخير."

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت غولدي لوكس فتاة مؤدبة ومطيعة،
لا تخرج من المنزل دون أن تخبر والديها، وتعلمت درسًا مهمًا: أن لا تدخل بيوت الآخرين دون إذن، وأن الاستماع إلى نصائح الوالدين فيه خير وأمان.

قصة لكل جيل
قصة لكل جيل
تعليقات