أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

قصة سيدنا موسى للاطفال

أحبابي الصغار، لا بد لنا أن نتعلم قصص الأنبياء حتى نكون مثقفين وناجحين في الحياة، كما كان جميع الأنبياء والرسل ناجحين، فقصتنا لهذا اليوم قصة سيدنا موسى للاطفال، فهي قصة جميلة وفيها العبر الكثير، فهيا، أحبابي الأطفال الجميلين والمثقفين والمبدعين، نروي القصة معًا حتى نستمتع بقراءتها جميعًا ونتعلم.

قصة سيدنا موسى

قصة سيدنا موسى للاطفال

إنه كان هناك ملكًا طاغيًا ومتكبرًا، يُطلق عليه لقب فرعون، وكلمة فرعون، أحبابي الصغار، هي الملك الذي كان يحكم، ولديه قصر كبير، وكان الجميع يخافونه، وكان يمتلك تاجًا وعصا، وليس الاسم الحقيقي للحاكم أو الملك.

وذات يوم، وصل فرعون خبرٌ خطيرٌ: أنه سوف يكون هناك غلامٌ من بين غلمان بني إسرائيل الذين كانوا يسكنون أرض مصر في ذلك الزمان، سيولد ويقضي على حكم فرعون، ملك مصر في ذلك الوقت.

فأمر فرعون على الفور حراسه وجيشه أن يقتلوا الأطفال الصغار المولودين جديدًا في عام، ويتركوهم في عام آخر حتى يخدموا فرعون ومن حوله في القصر.

فبقي هذا القرار ساريًا: الأطفال في عام يبقون أحياء، وفي العام الذي يليه يقتلهم فرعون وجنوده، فولد هارون عليه السلام في العام الذي كان لا يُقتل فيه الأطفال، أما موسى عليه السلام فولد في العام الذي كان يقتل فيه فرعون الأطفال.

فألهمت أم موسى أن تصنع صندوقًا صغيرًا يشبه التابوت الذي يُوضع بداخله الأموات، حتى إذا خافت من أحد جنود فرعون أو أي شخص آخر، وضعت موسى بداخله، وإذا أرادت أن تراه أو أن ترضعه، أخرجته وأرضعته وأرجعته للصندوق.

وذات يوم، أوحى الله لأم موسى أن تلقيه في اليم، واليم، أحبتي الصغار، هو البحر. فوضعته أمه داخل الصندوق وألقته في اليم، فسار الصندوق حتى وصل بالقرب من قصر فرعون. فأخذته الجواري التي كانت تخدم فرعون وزوجته آسيا بنت مزاحم.

فلما حضر فرعون إلى المكان الذي كانت تجلس فيه زوجته، رأى الطفل بين يديها، فجن جنونه، وأراد أن يأخذه منها ليقتله، فلما رأت زوجة فرعون آسيا هذا التصرف من زوجها، قامت على الفور وطلبت منه أن يتركه لهم يتخذونه ولدًا؛ لأنه لم يكن لهم أطفال.

كما أخبرناكم في القصة السابقة في قصة سيدنا يوسف للأطفال، أن عزيز مصر طلب من زوجته أن تُبقي يوسف عندهم في القصر ليكون لهم طفلاً لأنها أيضًا لم يكن لها أطفال.

فوافق فرعون على طلب زوجته وتركه في القصر، وبعد مرور وقت قصير، جاع الطفل واحتاج لأن يرضع، فأحضرت زوجة فرعون جميع الخدم والنساء في القصر من أجل أن يُرضعن موسى، ولكن هنا المفاجأة: أنه رفض جميع النساء ولم يقبل الرضاعة من أي واحدةٍ منهن.

وكانت أخت موسى عليه السلام تراقب عن بُعد، فقالت: "هل أدلكم على بيتٍ يمكن أن يقبل منه الرضاعة؟" فقالوا لها: "أين هم؟" فدلتهم على بيت أمه، فرجع موسى إلى حضن أمه لترضعه، وعاد إلى بيته كما أخبرها الله أنه رادّه إليها، فأصبح في حضن أمه ولم تعد خائفةً عليه.

فلما كبر موسى وأصبح شابًا، ذهب إلى مدين، وهناك في الطريق جلس تحت ظل شجرة ليستريح، فرأى فتيات يجلسن على جنب ينتظرن حتى يسقي الرجال، وبعد ذهاب الرجال يقمن ويسقين أغنامهن، فحزن موسى على حالهن، وقام وسقى لهن الأغنام حتى لا ينتظرن وقتًا طويلًا ويتأخر عليهن الوقت ويدخل الليل.

فبعدما سقى لهن نبي الله موسى، رجعن إلى البيت مبكرًا على غير عادتهن، وأخبرن أباهم بما حصل معهن، فطلب منهن أن يعدن ويحضرن هذا الشخص، فذهبن إليه وأخبرنه أن أباهم يطلب منه الحضور إليه ليجزيه أجر ما سقى لهن من الأغنام.

فلما حضر موسى، أكرمه ذلك العبد الصالح وأحسن إليه، وزوجه إحدى ابنتيه بعد أن رعى موسى له أغنامه عشر سنواتٍ، كما اتفق عليه مع العبد الصالح مقابل أن يزوجه إحدى ابنتيه.

وبعد أن انتهت المدة، حمل موسى أهله وانطلق نحو مصر، وبينما هو عائد، وبعدما اشتد الظلام والبرد، رأى موسى نارًا بالقرب من جبل الطور، فلما توجه موسى نحو النار ليحصل على القليل منها ليزيل البرد عنه وعن أهله، وجد الله هناك، فناداه قائلاً: "إني أنا الله، لا إله إلا أنا، فاعبدني وأقم الصلاة لذكري."

ثم أمر الله موسى أن يلقي عصاه، فعندما ألقاها تحولت إلى حيةٍ تسعى وتمشي، فكانت، أحبابي الصغار، هذه المعجزة الأولى التي أعطاها الله لموسى، ليدعو فرعون وقومه، ومن بين تسع معجزاتٍ أعطاه إياها الله لتكون دليلاً على صدق دعوته، وأنه على الحق.

فأمر الله موسى أن يذهب إلى فرعون ويطلب منه أن يؤمن بالله، فانطلق موسى وأخوه هارون إلى قصر فرعون، فلما أخبر موسى عليه السلام فرعون عن الله تعالى، ما زاد فرعون إلا طغيانًا وكفرًا.

فلما أراه الله الآيات، قال فرعون بتكبر: "إنما هذا سحر." وواعد موسى أن يجتمعوا في يومٍ معينٍ تم تحديده، فوافق موسى على ذلك اليوم.

فجاء ذلك اليوم، والتقى موسى والسحرة في المكان والموعد المحدد أمام الناس، ليتحدوا موسى عليه السلام، فبدأ السحرة يرمون عصيهم وحبالهم، فبدأت تتمثل للناس كأنها تسعى.

فألقى موسى عليه السلام عصاه، فظهرت حيةٌ كبيرةٌ وعظيمةٌ، فبدأت تلقف وتأكل كل ما رموا، فحينها علم السحرة وأيقنوا أن هذا الأمر ليس سحرًا كما يدعي فرعون، فهم أمهر سحرة مصر، ولا يوجد من هو أكثر خبرةً منهم في السحر في مصر.

ولقد ابتلعت الحية التي مع موسى كل ما عملوا وسحروا، فحينها ما كان منهم إلا أن آمنوا برب موسى، بالله رب العالمين، فلما شاهد فرعون أن السحرة قد آمنوا، غضب غضبًا شديدًا، وأضمر لموسى والسحرة شرًا، وتوعدهم أن يعذبهم عذابًا شديدًا، فكان يعذبهم عذابًا شديدًا.

فلما زاد ظلم فرعون على موسى ومن آمن معه، أنزل الله عليهم أشكالًا من العذاب متنوعة، مثل الدم والقمل والعديد من الأشكال، ولكن في كل مرةٍ كان فرعون يطلب من موسى أن يدعو الله لهم أن يرفع عنهم العذاب، ولكن كلما رفع عنهم العذاب عادوا وتجبروا وزادوا في عنادهم وظلمهم.

فقرر فرعون يومًا سرًا، وأخبر جنوده أن يقتلوا موسى، فقال رجل مؤمن من قصر فرعون يكتم إيمانه: قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ﴾.

فلم يعطه فرعون أي انتباه، ولم يأخذ بنصيحة هذا الرجل المؤمن، مع أنه حاول معهم كثيرًا أن يدخلوا في الإيمان، فبعد أن زاد تعذيب فرعون لموسى والمؤمنين الذين معه من بني إسرائيل، دعا موسى الله على فرعون.

فأمره الله بالخروج ليلًا، وحين علم فرعون أن موسى وبني إسرائيل قد خرجوا، جمع كل جنوده وحشد، وانطلق حتى وصل إليهم عند طلوع الشمس، فخاف بنو إسرائيل المؤمنون مع موسى؛ لأن البحر أمامهم وفرعون وجنده خلفهم.

فهنا، وفي هذه اللحظة، علم موسى أن الله لا يضيعه، فأمره الله أن يضرب بعصاه البحر، فضربه، فانشق في البحر طريقًا يابسًا، مثل الطريق التي نسير عليها في البر، أحبابي الأطفال.

ففي تلك اللحظة، انطلق موسى وبنو إسرائيل المؤمنون، وساروا في الطريق إلى الجانب الآخر من البحر باتجاه اليابس، فلما شاهد فرعون ذلك، انطلق بجنده يلحقون بموسى وبني إسرائيل.

ففي وسط البحر عاد الطريق إلى ماء، فغرق فرعون وجنوده في البحر. وبينما هو يلفظ أنفاسه، لفظه البحر وأخرجه إلى الشاطئ ميتًا، ليعلم كل المصريين أن الشخص الذي كانوا يعبدونه لم يستطع أن يبعد عن نفسه الموت، ولم يستطع أن يدافع عن نفسه، ليكون عبرةً للناس إلى قيام الساعة.

الدروس المستفادة من قصة سيدنا موسى للاطفال

  1. الصبر والثقة بالله: عندما خافت أم موسى على طفلها الصغير، وضعت ثقتها بالله وتوكلت عليه. وعندما كبر موسى عليه السلام، علم أن الله لن يضيّعه أبدًا.
  2. لطف الله ورحمته: الله تعالى حمى موسى وهو طفل صغير من ظلم فرعون، وأعاده إلى أمه ليعيش في أمان.
  3. مساعدة الآخرين: عندما رأى موسى الفتيات ينتظرن ليسقين أغنامهن، سارع لمساعدتهن دون أن يطلبن ذلك.
  4. التواضع والشجاعة: موسى عليه السلام كان شجاعًا ولم يخف من قول الحق أمام فرعون الظالم، رغم قوته وجبروته.
  5. عاقبة الظالمين: فرعون كان متكبرًا وظالمًا، فعاقبه الله تعالى وغرق في البحر، ليكون عبرةً لكل من يتكبر ويظلم الناس.
  6. الإيمان والصبر عند الشدائد: رغم صعوبة الطريق، كان موسى عليه السلام والمؤمنون معه صابرين ومؤمنين بأن الله سينصرهم دائمًا.
  7. المعجزات دليل على صدق الأنبياء: الله أعطى موسى معجزات مثل العصا التي تحولت إلى حية، ليُثبت صدق رسالته أمام الناس.
  8. الإحسان للناس: موسى عليه السلام كان دائمًا يُحسن للناس، مثلما ساعد الفتيات وسقى لهن الأغنام

قصة لكل جيل
قصة لكل جيل
تعليقات