هل تبحث عن حكاية رائعة تأخذ أطفالك إلى عالم المغامرات قبل النوم؟ إليكم قصة الملكة الصغيرة العظيمة، واحدة من أجمل قصص الأطفال التي تجمع بين الحكمة والشجاعة.
في هذه القصة الساحرة، سنتعرف على ملكة صغيرة تتحدى الصعاب وتثبت أن العظمة لا تقاس بالعمر، بل بالقلب والشجاعة، انضموا إلينا في رحلة إلى مملكة بعيدة، حيث تنتظركم مغامرات مثيرة ودروس قيمة تجعل من هذه القصة واحدة من أفضل قصص الأطفال قبل النوم.
قصة الملكة الصغيرة العظيمة
في يوم من الأيام في مملكة عظيمة تدعى كسبيا، وقد ساد الحزن على العائلة الملكية بسبب وفاة الملك والملكة، تاركين خلفهم طفلة صغيرة عمرها عشر سنوات تدعى سوفيا، وهي وريثة العرش الوحيدة.
انتشر الحزن في المملكة، وبالتأكيد كان الجميع يتساءل عن مصيرها، أما رئيس الوزراء الشرير زران فقد كان متربصاً، وقال: سنجعل الفتاة مالكة وسيرى الناس مدى سوء حكمها الشديد، ومن ثم سأقنعهم أن مصلحة كسبيا تتطلب أن أتولى الحكم.
وهكذا، في ليلة البدر الكامل، نصبت سوفيا ملكة لكسبيا، حيث نفخت الأبواق ودقت الطبول بينما كانت تجلس الملكة على العرش خائفة وقلقة، رغم حزنها الشديد على وفاة والديها.
شاهد زاران خوفها في عينيها واستمتع بهذا، وقال: مولاتي، أنحني لك وأتعهد بدعمي وولائي حتى آخر أنفاسي.
قالت سوفيا: هل يمكنني الذهاب إلى غرفتي؟
كانت خطة زاران تسير كما يريد، وكما هو متوقع، ابتعدت الطفلة الصغيرة سوفيا عن شؤون المملكة، وقضت معظم وقتها مع مربيّتها حيث كانت تشعر بالأمان بصحبتها.
أصدر زاران أوامر بجمع الضرائب، وأخبر الشعب أن الملكة تأمر أن عدم الانصياع إليها سيؤدي إلى عقوبات كبيرة، وهكذا سيطر الشر على مملكة كسبيا، وتم تعذيب الناس ومعاقبتهم لأبسط الأخطاء، وأصبحت حرية التعبير شيئاً من الماضي وكل هذا باسم الملكة.
لكن سوفيا لم تكن تعرف عن هذا، إذ عاشت جاهلة بأن شعبها يعاني خارج جدران قصرها، لكن في يوم ما، حدث شيء غير متوقع، وبينما كانت تطارد قطتها، وصلت إلى غرفة الحاكم، حيث رأت رجلاً مقيداً يركع أمام زاران.
سألت الملكة: ما الذي يحدث هنا؟
أجاب زاران: آجل يا مولاتي، سيشنق هذا الرجل حتى الموت.
قالت سوفيا: فهمت، ما هو اسمك؟
أجاب الرجل: اسمي فليب.
سألت سوفيا: ماذا فعلت لتستحق هذا العقاب؟
أجاب فليب: تحدثت بالسوء عن حكمك، يا مولاتي، لأن زوجتي وابنتي تعانيان من الجوع ولا أستطيع توفير الطعام لهما بسبب الضرائب.
أمرت سوفيا الوزير زران، أنت حر يا فليب، تأكد أن فليب يحصل على ما يكفي من الطعام لعائلته، وافعل ما أقوله.
غادر فليب وهو مندهش، وشاهده زاران وهو غاضب، وسألت سوفيا: "ما معنى الضرائب؟
أجاب زاران: لا شيء يا مولاتي، الضرائب إلزامية على كل مواطن.
وقفت سوفيا وغادرت الغرفة، تلك الليلة غادر زاران المملكة بحصانه دون أن يعلم أحد، وفي نفس الوقت كانت سوفيا تفكر في مشكلة المواطن فليب والأصفاد التي قيدته، وشعرت بالاضطراب، وسألت مربيتها: "ما الأمر يا ملكتي؟ تبدين منزعجة.
أخبرتها سوفيا بكل شيء، فأجابت المربية: كملكة، أول مهمة لك هي جعل رعاياك سعداء، وأظن أنك أحسنت التصرف وهذه هي البداية.
وهكذا، أخبرت المربية سوفيا بكل ما يحدث في المملكة بعد وفاة والديها، صدمت الملكة الصغيرة وانهمرت الدموع من عينيها، وقالت المربية: أعرف أنه صعب عليك تحمل كل هذه المسؤوليات، لكنك الوحيدة التي يمكنها إنقاذ المملكة.
في الصباح التالي، تنكرت سوفيا ومربيتها كعامة الشعب وخرجتا من القصر وذهبتا إلى السوق، حيث شاهدت سوفيا جابي الضرائب يعاقب امرأة لم تدفع الضرائب لأنها لا تملك المال.
صاحت سوفيا وقالت: ابتعد يا رجل! لن أسمح لك بمعاقبة شعبي.
ثم أعلنت سوفيا من الآن فصاعداً، سيتم جمع الضرائب من من يمكنه الدفع فقط، ومن دخله يساوي الحد الأدنى سيتم استثناؤه من الضرائب، ومن دفع أضعاف الضرائب، سيتم تعويضه.
عينت سوفيا فليب مستشارًا لها ووزيرًا للمالية، وبدأت في إجراء إصلاحات في المملكة، حيث قامت بطرد الوزراء الفاسدين ونفتهم من المملكة، وأطلقت صراح كل من سجن ظلماً.
ومع مرور الأيام أعادت سوفيا المملكة إلى طبيعتها، ولقبت بالملكة الصغيرة العظيمة، لكن سرعان ما تعرضت المملكة لهجوم من المملكة المجاورة، بقيادة زاران الذي كان يخطط للانتقام.
جمع فليب أهل المملكة وقال: مملكتنا تحت التهديد، ولكن يمكننا الفوز إذا توحدنا، هل ستقاتلون من أجل ملكتنا؟.
أجاب الشعب: أجل.
عندما وصل جيش العدو إلى كسبيا، تم إيقافهم بواسطة رجال ونساء المملكة، وتم إلحاق الهزيمة بجيش العدو شر هزيمة، وبدأوا في تتبع الخائن.
وفي نهاية المطاف، ألقت سوفيا القبض على زاران وأمرت الحراس بإلقائه في السجن، وأصبحت سوفيا تُعرف باسم الملكة الصغيرة العظيمة، وازدهرت المملكة أكثر من السابق.
الدروس المستفادة من قصة الملكة الصغيرة العظيمة
- القوة في الوحدة: عندما يتحد الشعب، يمكنهم التغلب على أي تهديد.
- العدالة والرحمة: الحاكم العادل يجب أن يهتم بشعبه ويستمع لمشاكلهم.
- المسؤولية: القيادة تتطلب تحمل المسؤولية والعمل من أجل رفاهية الجميع.
- الحكمة: الحكمة يمكن أن تأتي من أي شخص، بغض النظر عن العمر أو الخبرة.
- الحق ينتصر دائماً: الظلم والفساد لن يدوم، والعدالة ستنتصر في النهاية.