اليوم يا أحباب سنحكي قصة الأميرات الاثنتي عشر، القصة مكتوبة بأسلوب ستحبونه وأحداثها رائعة، حيث يحبها الأطفال حول العالم والكبار أيضًا وفي نهاية القصة كتبنا لكم الدروس المستفادة من القصة لتكون قراءة ممتعة واستفادة أيضًا.
قصة الأميرات الاثنتي عشر للأطفال
كان هناك ملك لديه اثنتا عشرة ابنة جميلة، كنّ يَنَمْنَ جميعًا في غرفة واحدة، ولكل واحدة منهن سرير خاص، وفي كل ليلة، تُغلق الأبواب جيدًا وتُقفل بالمفتاح بعد أن يذهبن للنوم.
لكن في كل صباح، كان الملك يجد أحذية الأميرات ممزقة تمامًا، كما لو أنهن رقصن طوال الليل، ولم يكن أحد يعرف كيف حدث هذا، أو أين تذهب الأميرات في الليل.
فأصدر الملك إعلانًا في المملكة كلها، يقول فيه إن من يكتشف سر الأميرات ويعرف أين يرقصن ليلًا، فسوف يتزوج واحدة منهن ويصبح ملكًا بعد وفاة الملك.
لكن هناك شرط خطير: من يحاول ويَفشل في معرفة السر خلال ثلاث ليالٍ، فسوف يُعاقب بالإعدام، كثيرون جربوا، لكن لم ينجح أي أحد، وكلهم اختفوا.
ثم جاء ابن أحد الملوك ليجرب حظه، استقبله الملك بلطف، وأحضره الخدم إلى غرفة قريبة من غرفة الأميرات، حيث كان عليه أن يراقب ويكتشف ما يفعلنه في الليل.
تركوا باب غرفته مفتوحًا حتى لا يفوته شيء، ولكن عندما جاء الليل، شعر الأمير بالنعاس، ونام بسرعة، وفي الصباح، وجد أحذية الأميرات مليئة بالثقوب.
في الليلة الثانية والثالثة حدث نفس الشيء، فلم يكتشف الأمير شيئًا، وظلت الأحذية ممزقة، فأمر الملك بقطع رأسه، لأنه لم ينجح في معرفة السر خلال الأيام الثلاثة.
وبعده جاء رجال كثيرون، وكلهم حاولوا اكتشاف السر، لكنهم فشلوا، وماتوا جميعًا بنفس الطريقة، لأنهم لم يتمكنوا من معرفة مكان رقص الأميرات في الليل.
وفي يوم من الأيام، مرّ جندي مسنّ من تلك البلاد، كان قد جُرح في الحرب، ولم يعد قادرًا على القتال، وبينما كان يسير في الغابة، قابل امرأة عجوزًا.
سألته المرأة: إلى أين أنت ذاهب؟ فقال الجندي: لا أعرف تمامًا إلى أين أذهب، لكنني أفكر في محاولة معرفة أين ترقص الأميرات، وربما أصبح ملكًا ذات يوم.
قالت له العجوز: هذا ليس أمرًا صعبًا، فقط احذر من شرب النبيذ الذي ستقدمه لك إحدى الأميرات في المساء، وبعد أن تتركك، تظاهر بأنك نائم.
ثم أعطته العجوز عباءة، وقالت: عندما ترتدي هذه العباءة، ستصبح غير مرئي، ويمكنك حينها أن تتبع الأميرات أينما ذهبن دون أن يشعرن بك.
فرح الجندي بنصيحة العجوز، وقرر أن يجرب حظه، فتوجه إلى قصر الملك، وقال له إنه مستعد لمحاولة معرفة سر الأميرات واكتشاف مكان رقصهن في الليل.
استُقبل الجندي كما استُقبل غيره من قبل، وأمر الملك أن يُعطى ملابس ملكية جميلة، وعندما جاء المساء، أخذوه إلى الغرفة الخارجية المجاورة لغرفة الأميرات الاثنتي عشرة.
وقبل أن ينام، جاءت أكبر الأميرات وقدّمت له كأسًا من النبيذ، لكن الجندي لم يشربه، بل تظاهر بذلك وسكب النبيذ سرًا دون أن تلاحظ، ثم تمدد على السرير.
وبعد قليل بدأ يشخر بصوت عالٍ كأنه غارق في النوم، فظنت الأميرات أنه نام تمامًا، ضحكن بصوت عال، وقالت الكبرى: هذا أيضًا لم يكن ذكيًا، وسيفقد حياته مثل الباقين!.
ثم فتحن أدراجهن وصناديق الملابس، وأخذن يخرجن أثوابًا جميلة وزينة رائعة، وقفن أمام المرآة وبدأن يرتدين ثيابهن ويرقصن في فرح، كأنهن مستعدات للذهاب إلى الحفل.
لكنّ الأميرة الصغرى قالت: لا أعرف لماذا، لكنني لا أشعر بالراحة الليلة، بينما أنتنّ فرحات، أشعر أن هناك أمرًا سيئًا سيحدث لنا قريبًا.
ضحكت الكبرى وقالت: يا لكِ من خائفة دائمًا، هل نسيتي كم أميرًا راقبنا ولم ينجح؟ وبالنسبة لهذا الجندي، حتى لو لم أعطه شراب النوم، لنام من شدة التعب!.
وبعد أن انتهين من التجهيز، اقتربن من الجندي ليتأكدن، فوجدنه يشخر بصوت عال ولم يتحرك أبدًا، فظنن أنه نائم تمامًا، واعتقدن أن كل شيء آمن كالمعتاد.
صعدت الأميرة الكبرى إلى سريرها، وصفّقت بيديها، فغاص السرير في الأرض وظهر باب سري! شاهد الجندي الأميرات ينزلن واحدة تلو الأخرى، تقودهن الكبرى، فارتدى عباءته السحرية وتبعهن بسرعة.
وأثناء نزوله خلفهن، داس الجندي دون قصد على ثوب الأميرة الصغرى، فصرخت: هناك شيء غريب! أحدهم شدّ ثوبي! فقالت الكبرى: يا لكِ من سخيفة! ربما علِق الثوب بمسمار.
واصلت الأميرات النزول حتى وصلن إلى غابة جميلة جدًا، كانت الأشجار فيها تلمع، وأوراقها من الفضة! أراد الجندي أن يأخذ شيئًا كتذكار، فقطع غصنًا، فصدر صوت قوي من الشجرة!
قالت الأميرة الصغرى بقلق: أنا متأكدة أن هناك شيئًا غير طبيعي، ألم تسمعن هذا الصوت؟ لم يحدث هذا من قبل، لكن الكبرى ردّت: إنهم الأمراء يفرحون لقدومنا!.
ثم وصلوا إلى غابة أخرى، وكانت أوراق الأشجار فيها من الذهب اللامع، وبعدها غابة ثالثة أوراقها مثل الألماس المتلألئ، وكان الجندي يقطف غصنًا من كل شجرة، وفي كل مرة يُصدر الغصن صوتًا عاليًا.
ارتجفت الصغرى وقالت: سمعت صوتًا مرة أخرى! فقالت الكبرى: لا تقلقي، إنها فقط أصوات فرح الأمراء لأننا اقتربنا، وهكذا تابعن السير دون أن يعرفن أن الجندي يتبعهن خفية.
واصلوا المشي حتى وصلوا إلى بحيرة كبيرة، وبجانبها اثنتا عشرة قاربًا صغيرًا، في كل قارب أمير وسيم ينتظر أميرة، ركبت كل أميرة قاربًا، والجندي ركب مع الصغرى دون أن تراه.
وأثناء التجديف، قال الأمير الذي مع الصغرى: لا أعرف لماذا هذا القارب ثقيل اليوم! أنا أجدّف بكل قوتي لكنه لا يتحرك بسرعة كما تعودت، أشعر أنني متعب جدًا!.
قالت الأميرة: إنه فقط من شدة الحر، فأنا أيضًا أشعر بالدفء الشديد، وعلى الضفة الأخرى من البحيرة، كان هناك قصر جميل ومضيء، تصدح منه الموسيقى والأنغام العالية.
وصلت الأميرات مع الأمراء إلى القصر، ودخلوا جميعًا وهم فرحون، راقص كل أمير أميرته، وكان الجندي، وهو غير مرئي، يرقص معهم أيضًا دون أن يشعر به أحد!
وكانت كل أميرة عندما تضع كأس النبيذ بجانبها، يشربه الجندي بسرعة، وعندما تحاول الشرب تجده فارغًا! خافت الأميرة الصغرى كثيرًا، لكن الكبرى كانت تسكتها كل مرة.
ظلوا يرقصون حتى الساعة الثالثة فجرًا، وتمزقت أحذيتهم من كثرة الرقص، فعادوا إلى القوارب، وهذه المرة ركب الجندي مع الكبرى، ثم رجعوا عبر البحيرة إلى الجانب الآخر.
ودّع الأمراء الأميرات، ووعدوهن بأنهم سيلتقون في الليلة التالية، وعندما صعدت الأميرات الدرج، سبقهن الجندي بسرعة واستلقى على سريره وتظاهر بالنوم من جديد.
دخلت الأميرات الغرفة وسمعن صوت شخيره العالي، فقالت إحداهن: كل شيء آمن الآن، وخلعن فساتينهن، ووضعنها في الصناديق، وخلعن أحذيتهن ثم ذهبن إلى النوم.
في الصباح، لم يقل الجندي أي شيء عن مغامرته، لكنه قرر أن يراقب في الليلة الثانية والثالثة، وحدث كل شيء كما في المرة الأولى، ورقصت الأميرات حتى تمزقت أحذيتهن.
وفي الليلة الثالثة، أخذ الجندي كأسًا ذهبيًا كتذكار على أنه كان هناك، ووضعه في جيبه، كان الآن مستعدًا ليخبر الملك بكل شيء حدث معه في الليالي الثلاث.
وعندما حان الوقت لكشف السر، ذهب الجندي إلى الملك، حاملاً الأغصان الثلاثة وكأس الذهب، وكانت الأميرات الاثنتا عشرة واقفات خلف الباب، يستمعن في قلق لما سيقوله.
سأل الملك الجندي: أين ترقص بناتي الاثنتا عشرة كل ليلة؟ فأجاب الجندي: يرقصن مع اثني عشر أميرًا في قصرٍ تحت الأرض، ثم حكى له كل ما حدث، وأراه الأغصان الثلاثة والكأس الذهبية.
استدعى الملك الأميرات وسألهن إن كان كلام الجندي صحيحًا، وعندما علمن أن السر انكشف، وأنه لا فائدة من الإنكار، اعترفن بكل شيء حدث في الليالي الماضية.
بعدها قال الملك للجندي: أي أميرة تختار لتكون زوجتك؟ فقال الجندي: أنا لست صغيرًا في السن، لذلك أختار الأميرة الكبرى، فتزوجها في نفس اليوم.
ومنذ ذلك الحين، أصبح الجندي زوجًا للأميرة، واختاره الملك ليكون ولي عهده، ووريثًا للعرش من بعده، وعاش الجميع في سعادة وسلام.
اقرأ أيضًا: قصة ربانزل للاطفال | مكتوبة بأسلوب رائع لجميع الاطفال
الدروس المستفادة من قصة الأميرات الاثنتي عشر
1. الذكاء والحذر أهم من القوة: الجندي لم يكن شجاعًا فقط، بل كان ذكيًا وحذرًا، فاستمع لنصيحة العجوز وتظاهر بالنوم واستخدم عباءته السحرية، ما مكّنه من اكتشاف السر دون أن يُكتشف.
2. الفضول المفرط قد يؤدي إلى التهور: الأميرات كنّ يخالفن الأوامر كل ليلة بدافع التسلية، لكن تصرفهن كاد يؤدي لكشف كبير ومعاقبة الكثير من الأبرياء، مما يُظهر أن اللهو الزائد والسرية ليسا دائمًا آمنَين.
3. الثقة الزائدة قد تكون خطيرة: الأميرة الكبرى كانت دائمًا تُقلل من مخاوف شقيقتها الصغرى، وظنّت أن لا أحد يمكنه كشف سرّهن، لكن هذه الثقة الزائدة أدت في النهاية لانكشاف الأمر.
4. النية الطيبة قد تجد المساعدة: الجندي كان فقيرًا ومجروحًا، لكن لأنه نقي القلب، ساعدته العجوز وأعطته وسيلة لحل اللغز. وهذا يعلّمنا أن الخير يعود على صاحبه ولو بعد حين.
5. الصدق ينقذ صاحبه ويكافَأ: عندما كشف الجندي الحقيقة وأثبتها بالأدلة، كوفئ على صدقه بالحصول على يد الأميرة الكبرى وولاية العرش، بينما اعترفت الأميرات بالحقيقة بعد مواجهتهن.
