كيف حالكم اليوم يا أحبابنا الصغار؟ هل أنتم مستعدون لقصة جديدة ومسلية من قصصنا في مدونة قصة لكل جيل؟! اليوم موعدنا مع قصة السمكة الحمراء وعصابة أسماك القرش، فهيا بنا لنرى ماذا سيحدث مع السمكة الحمراء الأم وأطفالها الثلاثة وعصابة أسماك القرش التي ترغب في التهامهم.
قصة السمكة الحمراء وعصابة أسماك القرش
تحت أعماق البحر الأزرق، كانت عصابة أسماك القرش الخطيرة تطارد فريسة جديدة في ذلك اليوم. كانت عصابة مخيفة جدًا، حتى أن أسراب الأسماك كانت تهرب فورًا بمجرد أن تفتح أفواهها
لكن سمكة صفراء صغيرة كانت مختبئة داخل منارة بحرية ضخمة، ولم تكن محظوظة جدًا...
قالت إحدى أسماك القرش: "انظروا هنا... وجدنا وجبة رائعة هيا نأكلها".
وكانت عصابة القرش على وشك التهام السمكة الصفراء، لكن فجأة، رأوا سمكة أكبر تسبح فوقهم، فقالت واحدة منهم "هيه انظروا، انظروا تلك السمكة أكبر، لنأكل تلك السمكة الكبيرة".
فأجابها الآخرين: "نعم".
لكن العصابة الخطيرة أدركت بعد فوات الأوان، أن السمكة الكبيرة التي أرادوا التهامها كانت في الحقيقة سمكة لعبة مربوطة بخيط صيد في نهاية صنارة صياد:
آآه، سني سني يؤلمني كثيرًا
آآه، أنفي أنفي يؤلمني كثيرًا
وبينما كانوا مشغولين بمحاولة أكل السمكة اللعبة، تمكنت السمكة الصفراء من الهرب، ونجت من أن تُؤكل.
قالت سمكة القرش لصديقتها: "بسببك خسرنا غداءنا"
لكن البحر الجميل لم يكن مليئًا بأسماك القرش فقط، بل كان واسعًا، ومليئًا بعائلات الأسماك الملونة واللطيفة والسعيدة.
فكانت السمكة الحمراء الأم تقول لأبنائها: "هيا، حان وقت الدخول للمنزل."
فأجاب الأبناء: "لكن يا ماما..."
قالت الأم: "أنا ذاهبة لإحضار شيء لنأكله، ويجب أن تبقوا داخل المنزل حتى أعود.
قالت السمكة الصغيرة: "ماما، دعينا نذهب معك، أرجووووك".
فأجابت السمكة الحمراء الأم: "لا يا صغيرتي، هذا خطر جدًا، فالمحيط مليء بأسماك القرش هناك. هيا، ادخلي الآن. ولا تتحدثوا مع الغرباء أبدًا
دخلت ثلاث سمكات حمراء إلى منزلهن، الذي كان عبارة عن سفينة غارقة. وكانت عصابة القروش تراقبهم، وتخطط للإمساك بالأم السمكة فورًا.
قالت سمكة القرش: "أوه، سمكة الأم لذيذة جدًا، وهذه المرة ليست لعبة."
لكن القرش الكبير أوقف أصدقاءه، الذين كانوا على وشك الهجوم، فقال: "توقفوا، بدلاً من أن نأكل سمكة واحدة، لماذا لا نأكل الثلاث سمكات الموجودات داخل تلك السفينة الغارقة، هاه؟"
أجابه صديقه: "أنت عبقري، يا زعيم".
وقالت السمكة الأخرى: نعم لِنأكل الثلاثة معًا.
فقال: "لكن، لا تتسرعوا، لن نهاجم الأسماك الآن، لأننا... بينما يحاولون الدخول إلى بيتهم الصغير،... بهذه الأجسام الكبيرة، يمكنهم الهروب بسهولة، لذلك يجب أن نضع خطة.
سأل القرش: "ما نوع الخطة يا زعيم؟"
فأجابه: "اذهب أنت وانتظر في مكان هادئ... واترك الخطة لي."
بدأ القرش يتجول بين الشعاب المرجانية الحمراء، ليتنكر ويُخفي نفسه. فقام بتلوين جسده باللون الأحمر، حتى يبدو وكأنه أحد أفراد عائلة الأسماك الحمراء. ثم وجد طحالب بنقش برتقالي، فاستخدمها ليخفي زعنفته الحادة والخطيرة. ألقى الطحلب على ظهره، وقام بتغطية الزعنفة حتى لا تُرى.
وأخيرًا، أحضر القرش بسكويت الطحالب، الذي تحبه الأسماك الحمراء كثيرًا وقال لنفسه: "لا سمكة يمكنها مقاومة هذه البسكويت"، ثم سبح القرش نحو بيت الأسماك الحمراء، وطرق الباب بأنفه.
سألت الأسماك الحمراء الصغيرة: "من هناك؟"
فقال: "أنا سمكة أنف، وأبيع بسكويت الطحالب، ألا تحبون تذوق بعض بسكويت الطحالب؟"
كانت الأسماك الحمراء صغيرة في السن، وتحمسوا كثيرًا لسماع كلمة بسكويت، وأرادوا الخروج فورًا للحصول عليه. لكن إحدى الأسماك قالت: "توقفوا، إخوتي أمنا قالت لا نتحدث مع الغرباء".
اقترب أحد الإخوة من ثقب صغير في الباب، ونظر من خلاله، ثم قال: "لكنها ليست غريبة، إنها سمكة حمراء مثلنا"
وهكذا خرج الإخوة الثلاثة من المنزل، وقالت السمكة المتنكرة: "دعوني أوصلكم إلى منزلي، فأنا أملك المزيد من بسكويت الطحالب هناك".
تبعت الأسماك الحمراء القرش، بينما كان هو يفكر بخبث ويقول لنفسه: "قريبًا سألتهمهم جميعًا".
وفجأة، سقط خيط صيد من الأعلى على ظهر القرش، فأزاح الطحلب الذي كان يغطي زعنفته، وفي تلك اللحظة، أدركت الأسماك الحمراء الحقيقة: "إنه قرش اهربووووا".
اختبأت واحدة خلف الصخور، وأخرى بين الشعاب المرجانية، والأخيرة تحت حجر، ولكن القرش عثر عليهم جميعًا، وأمسك بالإخوة الثلاثة، وقال: "الآن... سيكون لدينا وليمة شهية مع أصدقائي".
تمكنت واحدة فقط من الأسماك الحمراء من الهرب من القرش، وسبحت بسرعة كبيرة عائدة إلى منزلها. وفي تلك اللحظة، كانت الأم السمكة الحمراء خائفة جدًا، لأنها لم تجد أطفالها داخل المنزل.
لااا أين أنتم يا صغاري؟
كانت الأم على وشك الخروج للبحث عنهم، ولكنها فجأة رأت أحد أطفالها يسبح بسرعة نحوها وهو يصرخ ويقول: "ماماااا! القرش خطف إخوتي، أنا أعرف أين هم يمكننا إنقاذهم"
فكّرت الأم بحكمة، وقررت طلب المساعدة من الحوت العملاق ويلي. فذهبت هي والسمكة الحمراء الصغيرة إلى الحوت العملاق ثم سبح الثلاثة معًا نحو مكان عصابة القروش، وكانت العصابة تستعد لتناول وجبتها من الأسماك، لكنهم تفاجأوا عندما اكتشفوا أنهم يملكون فقط سمكتين.
قال أحدهم: "هممم، لكن لدينا فقط سمكتين حمر، يا زعيم".
فرد عليه القرش الزعيم: "هاه؟ ماذا؟ كيف؟"
فقال الآخر: "أعتقد أنك نسيت واحدة".
وفجأة سمعوا صوت السمكة الحمراء الصغيرة تقول: "نعم أنا التي هربت".
وفي تلك اللحظة، رأت عصابة القروش الحوت العملاق ويلي، وارتعبوا بشدة وتمكنت الأسماك من الهرب، وبهذه الطريقة، وبينما تم إنقاذ السمكتين الصغيرتين، فتح ويلي فمه الكبير على مصراعيه، وابتلع القروش الثلاثة جميعًا.
وسألهم وهم في فمه: "هل ستحاولون صيد الأسماك الصغيرة مرة أخرى؟"
فقالوا بخوف: "لا نعدك ألا نفعل"
فقال الحوت العملاق: "هل يمكن لعائلة السمك الأحمر أن تعود بأمان إلى بيتها؟"
فأجابوا: "نعم، بالتأكيد يمكنهم ذلك، نعم، نعم فقط أخرجونا من هنا".
قد يعجبك أيضًا: قصة الذئب والخراف السبعة
وهكذا، عادت عائلة السمك الأحمر إلى منزلها بسلام. ومنذ ذلك اليوم، فهمت الأسماك الحمراء الثلاث الصغيرة مدى أهمية الاستماع لكلام الأم، وأن يبقوا بأمان في منزلهم الجميل تحت البحر.
الدروس المستفادة من قصة السمكة الحمراء
- طاعة الأم تحمي من الخطر: عندما خالف الصغار كلام أمهم وخرجوا، وقعوا في فخ القروش. لو أنهم استمعوا لتعليماتها، لما تعرضوا للخطر.
- لا تنخدع بالمظاهر: القرش تنكر ليبدو كسمكة حمراء، لكن حقيقته كانت شريرة. ليس كل من يبدو لطيفًا يكون كذلك، لذا علينا أن نكون حذرين.
- لا تتحدث مع الغرباء: تعليم الأم بعدم التحدث مع الغرباء كان مهمًا جدًا. فالحديث مع "الغريب" جعلهم في خطر كبير.
- طلب المساعدة عند الخطر أمر ذكي: السمكة الصغيرة لم تحاول مواجهة القرش وحدها، بل أسرعت لطلب المساعدة من أمها والحوت، وهذا ما أنقذ إخوتها.
- الشر لا ينتصر في النهاية: رغم أن القروش كانت قوية وماكرة، انتهى بهم الأمر داخل فم الحوت الكبير لأنهم أشرار. الخير والشجاعة والتعاون تنتصر دائمًا.
