أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

قصة الامير الضفدع والأميرة الجميلة

قصص الأطفال الخيالية هي نوع مميز من أنواع القصص القصيرة، حيث نترك لخيالنا العنان لينطلق في رحلته التي لا يحكمها أي منطق أو قوانين طبيعية، فنجد الأسماك تطير والفئران تتكلم، بل وحتى الضفادع القبيحة يمكن أن تكون أمراء في غاية الوسامة.

قصة الامير الضفدع

وهذا ما سنراه في قصتنا اليوم، قصة الامير الضفدع والأميرة الجميلة، فهيا بنا لننطلق في هذا العالم الخيالي المشوق ونتعرف على حكاية هذا الضفدع القبيح ولماذا تحول لهذا الشكل بعد أن كان أمير وسيم.

قصة الامير الضفدع والأميرة الجميلة

في مساء جميل، خرجت أميرة شابة لوحدها تتنزه في الغابة، وكانت تضع قبعتها الخفيفة وحذاءها الخشبي، وعندما وصلت إلى نبع ماء بارد تتوسطه وردة، جلست لتستريح قليلاً.

كانت تحمل في يدها كرة ذهبية، وهي لعبتها المفضلة، كانت تقذف الكرة إلى الأعلى ثم تمسك بها وهي تسقط، استمرت في اللعب بسعادة وهي تضحك وتستمتع بوقتها.

لكن في إحدى المرات، رمت الكرة عاليًا جدًا، ولم تستطع الإمساك بها حين سقطت، تدحرجت الكرة على الأرض حتى سقطت داخل النبع العميق، فاختفت عن نظرها.

نظرت الأميرة داخل الماء، لكنها لم تستطع رؤية قاع النبع لأنه كان عميقًا جدًا، بدأت تبكي بحزن وقالت: "آه! لو استطعت فقط استرجاع كرَتي، لأعطيت كل ملابسي الجميلة ومجوهراتي!".

وأثناء بكائها، أخرج ضفدع رأسه من الماء وقال لها: "أيتها الأميرة، لماذا تبكين بهذا الحزن الشديد؟"

قالت له: "آه! وما الذي تستطيع فعله لي أيها الضفدع القبيح؟ لقد سقطت كرتي الذهبية في النبع!"

قال الضفدع: "أنا لا أريد مجوهراتك أو ملابسك الجميلة، لكن إن أحببتني، وسمحت لي أن أعيش معك، وآكل من طبقك الذهبي، وأنام على سريرك، فسأعيد لك الكرة."

فكرت الأميرة: "ما هذا الكلام الغريب؟ هذا الضفدع السخيف لا يمكنه الخروج من النبع ليزورني، لكنه قد يستطيع إحضار الكرة، لذا سأقول له ما يريد سماعه."

فقالت للضفدع: "حسنًا، إذا أحضرت لي كرتي الذهبية، فسأفعل كل ما تطلبه مني."

غطس الضفدع برأسه عميقًا في الماء، وبعد قليل عاد وخرج من النبع، وفي فمه الكرة الذهبية، ثم رماها على حافة النبع أمام الأميرة.

ما إن رأت الأميرة الصغيرة كرتها حتى ركضت بسرعة والتقطتها بفرح شديد، كانت سعيدة للغاية لأنها استعادتها، ولم تفكر في الضفدع، بل جرت عائدة إلى القصر بأسرع ما يمكنها،

ناداها الضفدع قائلاً: "انتظري يا أميرة! خذيني معك كما وعدتِ!"

لكنها لم تلتفت ولم تستمع إلى ما قاله،

وفي اليوم التالي، جلست الأميرة على مائدة الطعام، وفجأة سمعت صوتًا غريبًا..، نقّ، نقّ..، طرطشة، طرطشة..، كأن شيئًا يصعد على الدرج الرخامي،

ثم سُمِع طرقٌ خفيف على الباب، وصوت صغير يقول:

"افتحي الباب يا أميرتي،

افتحي الباب لحبيبكِ الذي أوفيتيه،

وتذكّري الوعد الذي قلتيه،

عند النبع تحت ظلّ الغابة الخضراء."

ركضت الأميرة نحو الباب وفتحته، فإذا بها ترى الضفدع، الذي كانت قد نسيته تمامًا، وما إن رأته حتى أصابها الذعر، فأغلقت الباب بسرعة، وعادت إلى مقعدها وهي خائفة،

لاحظ الملك، والدها، خوفها وقال: "ما الأمر يا ابنتي؟ ما الذي أخافكِ؟"

قالت الأميرة: "إنه ذلك الضفدع المقرف الذي أخرج لي كرتي من النبع هذا الصباح، وعدته بأنه سيعيش معي هنا، لكنني كنت أظن أنه لا يستطيع الخروج من الماء، وها هو الآن عند الباب يريد الدخول!"

وما إن أنهت كلامها، حتى عاد الضفدع يطرق الباب بلطف، ويقول بصوته الصغير:

"افتحي الباب يا أميرتي،

افتحي الباب لحبيبكِ الذي أوفيتيه،

وتذكّري الوعد الذي قلتيه،

عند النبع تحت ظلّ الغابة الخضراء."

قال الملك للأميرة الصغيرة:

"بما أنكِ أعطيتِ وعدًا، فعليكِ أن تفي به، اذهبي وافتحي له الباب."

فذهبت الأميرة وفتحت الباب، فدخل الضفدع وهو يقفز داخل الغرفة.

قفز الضفدع حتى وصل إلى الطاولة التي تجلس عندها الأميرة، ثم قال لها:

"أرجوكِ، ارفعينِي إلى الكرسي، ودعيني أجلس بجانبك."

رفعت الأميرة الضفدع، وجلست تنظر إليه بحذر، وهو يجلس بجانبها على المائدة.

قال الضفدع:

"قربي لي صحنكِ، لأني أريد أن آكل منه."

فعلت الأميرة ما طلبه، وأخذ الضفدع يأكل حتى شبع تمامًا، ثم قال:

"الآن أشعر بالتعب، احمليني إلى غرفتكِ، وضعيْني على سريرك."

ترددت الأميرة، ولم تكن ترغب بذلك، لكنها في النهاية حملته بيدها، ووضعته على وسادتها.

نام الضفدع طوال الليل على سرير الأميرة، وعندما أشرقت الشمس قفز ونزل إلى الأسفل، ثم خرج من البيت.

قالت الأميرة في نفسها:

"أخيرًا ذهب هذا الضفدع، ولن يزعجني مرة أخرى أبدًا."

لكنها كانت مخطئة، فعندما جاء الليل سمعت من جديد طرقًا على الباب، وكان صوت الضفدع يقول:

"افتحي الباب يا أميرتي،

افتحي الباب لحبيبكِ الذي أوفيتيه.

وتذكّري الوعد الذي قلتيه.

عند النبع تحت ظلّ الغابة الخضراء."

وفي الليلة الثالثة، فتحت الأميرة الباب للضفدع، فدخل ونام على وسادتها كما في الليلتين السابقتين، وعندما أشرقت الشمس، حدثت المفاجأة التي لم تكن تتوقعها.

استيقظت الأميرة، وبدلًا من أن تجد الضفدع، وجدت شابًا وسيمًا يقف عند رأس سريرها، ينظر إليها بعينين جميلتين لم ترَ مثلهما من قبل.

قال الشاب:

"لقد كنتُ أميرًا، ولكن جنية شريرة حولتني إلى ضفدع، ولم يكن بإمكاني أن أعود إلى طبيعتي إلا إذا أنقذتني أميرة."

وتابع يقول:

"كان يجب أن تخرجيني من النبع، وتدعيني آكل من صحنك، وأنام على سريرك ثلاث ليالٍ متتالية، وقد فعلتِ كل هذا، فزالت عني اللعنة."

ثم نظر إليها بلطف وقال:

"ليس لي أمنية في الحياة سوى أن تأتي معي إلى مملكة والدي، وسأتزوجكِ وأحبكِ طوال حياتي."

وافقت الأميرة فورًا وهي تشعر بالفرح، وفجأة توقفت عربة جميلة أمام القصر، تجرها ثمانية خيول مزينة بالريش وتسير بأناقة، وخلف العربة كان يسير خادم الأمير المخلص "هاينريخ"، الذي ظل حزينًا على سيده طوال فترة السحر، حتى كاد قلبه ينفطر من شدة الألم،

ثم ودّع الأمير والأميرة الملك، وركبا العربة معًا، وانطلقوا بسعادة وفرح نحو مملكة الأمير، وعندما وصلوا إلى هناك، تزوجا، وعاشا في سعادة وهناء لسنوات طويلة.

اقرأ: قصة بائعة الكبريت للاطفال

الدروس المستفادة من قصة الامير الضفدع

  1. الوفاء بالوعد خلقٌ نبيل: حين أعطت الأميرة وعدًا للضفدع ثم حاولت التهرب منه، تعلّمت أن احترام الكلمة والوفاء بالعهد دليل على النبل والشرف، حتى لو كان الطرف الآخر ضفدعًا.
  2. لا تحكم على الآخرين من مظهرهم: رغم أن الضفدع كان قبيح الشكل، إلا أنه كان في الحقيقة أميرًا مسحورًا، القصة تُذكّرنا بعدم التسرّع في الحكم على الآخرين بحسب مظهرهم الخارجي.
  3. الخير يُكافأ دائمًا: عندما صبرت الأميرة ووافقت في النهاية على استضافة الضفدع، كافأها القدر بأن كشف لها حقيقته كأمير وسيم، وتحوّل الضفدع إلى زوج مُحب.
  4. الصبر والتسامح يفتحان أبواب الفرج: رغم أن الأميرة شعرت بالاشمئزاز في البداية، لكنها عندما قاومت انزعاجها وأبدت بعض التسامح، تغيّر مصيرها للأفضل.
  5. وراء كل محنة قد تكون نعمة: تحوّل الأمير إلى ضفدع كان يبدو لعنة، لكنه قاده في النهاية إلى حب حقيقي وزوجة وفية، القصة تعلّمنا أن بعض المصاعب تخبّئ الخير خلفها.
قصة لكل جيل
قصة لكل جيل
تعليقات