السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل أنتم بخير أيها الأصدقاء؟ هل تحبون قراءة قصص الاطفال الهادفة والمسلية؟ إذا كانت إجابتكم "نعم" فأنتم في المكان الصحيح.
نحن هنا في مدونة "قصة لكل جيل" نهتم بتقديم قصص قصيرة للأطفال، ونحرص على أن تكون القصص مفيدة في نفس الوقت، واليوم نقدم لكم قصة الاميرة والبازلاء، وفي النهاية نوضح الدروس المستفادة منها.
قصة الاميرة والبازلاء للأطفال
كان يا ما كان، كان هناك أمير يريد أن يتزوج أميرة، ولكن كان يريدها أن تكون أميرة حقيقية، سافر في كل مكان في العالم ليبحث عنها، لكنه لم يجد ما يريد.
لقد قابل كثيرًا من الأميرات، لكن من الصعب أن يعرف إن كانت إحداهن أميرة حقيقية فعلاً، دائمًا كان هناك شيء غريب أو ناقص، شيء يجعلها لا تبدو أميرة حقيقية تمامًا.
عاد الأمير إلى وطنه حزينًا، لأنه كان يتمنى من قلبه أن يجد أميرة حقيقية ويتزوجها، ولكنه لم ينجح، رغم كل رحلاته الطويلة بحثًا عنها في البلدان البعيدة.
وفي إحدى الليالي، جاءت عاصفة شديدة، كان هناك برق ورعد، والمطر كان يهطل بغزارة كبيرة جدًا، وكأن السماء تفرغ كل ما فيها من ماء على الأرض دفعة واحدة.
وفجأة، سُمِع صوت طرق على باب المدينة الكبير، ذهب الملك العجوز بنفسه ليفتح الباب ويرى من الطارق في هذا الجو العاصف المليء بالمطر والبرق والرعد.
كانت هناك أميرة تقف أمام الباب لكنها كانت في حالة مزرية، المطر أغرق شعرها وملابسها، وكان الماء يخرج من مقدمة حذائها ويدخل من الخلف، شكلها كان غريبًا جدًا.
ومع كل هذا، قالت الأميرة: "أنا أميرة حقيقية" لكن لم يصدقها أحد بسهولة، فكيف يمكن لأميرة حقيقية أن تبدو بهذه الطريقة؟ لا أحد كان متأكدًا مما تقوله.
فكّرت الملكة العجوز في نفسها: "سنكتشف قريبًا إن كانت أميرة حقيقية،" لكنها لم تقل شيئًا، بل دخلت غرفة النوم وبدأت في تجهيز اختبار غريب.
أزالت الملكة كل الفُرُش من السرير، ثم وضعت حبّة بازلاء صغيرة في أسفل السرير، بعد ذلك وضعت فوقها عشرين مرتبة، وفوقها عشرين وسادة من الريش الناعم.
نامت الأميرة فوق هذا السرير العالي في تلك الليلة، وفي الصباح، سألوها كيف كانت ليلتها، وهل نامت جيدًا في هذا السرير المريح والمليء بالوسائد.
قالت الأميرة: "لقد نمت بشكل سيء جدًا بالكاد أغمضت عيني طوال الليل، لا أعرف ما كان في السرير، لكنني شعرت بشيء صلب يؤلمني في كل جسدي.
وأضافت: "أشعر وكأن جسمي كله مصاب بكدمات كان الأمر فظيعًا" وعندها، أدركت الملكة والأسرة الملكية أن هذه الأميرة حقيقية بالفعل.
فقط أميرة حقيقية يمكن أن تكون بشعور دقيق يجعلها تحسّ بحبة بازلاء صغيرة جدًا، رغم وجود عشرين مرتبة وعشرين وسادة ناعمة فوقها.
لم يكن أحد غير أميرة حقيقية يمكن أن يكون حساسًا بهذا الشكل فقط أميرة حقيقية تشعر بحبة بازلاء صغيرة تحت هذا العدد الكبير من الفُرُش والوسائد.
لذلك قرر الأمير أن يتزوجها، لأنه الآن أصبح متأكدًا أنها أميرة حقيقية، تلك التي كان يبحث عنها طوال حياته في كل مكان في العالم، أما حبة البازلاء، فقد وُضعت في المتحف، ويمكن لأي أحد أن يراها هناك حتى اليوم… إن لم يكن أحد قد سرقها، لقد أصبحت شيئًا ثمينًا جدًا.
قد تحب أيضًأ: قصة الأميرات الاثنتي عشر للأطفال
العبر من قصة الاميرة والبازلاء
- الحقيقة تظهر مهما كانت الظروف: رغم أن الأميرة وصلت في حالة يرثى لها بسبب العاصفة، فإن جوهرها الحقيقي لم يتغير. المظهر قد يُخدع، لكن الشخصية الحقيقية تظهر في المواقف الدقيقة.
- الاختبارات تكشف المعادن: الملكة وضعت اختبارًا بسيطًا لكنه ذكي لتمييز الأميرة الحقيقية، وهذا يوضح أن التجارب والاختبارات تكشف صفات الناس الحقيقية دون الحاجة لكلمات كثيرة.
- التميّز في التفاصيل: حساسية الأميرة المفرطة لحبة بازلاء واحدة أظهرت مدى رقتها وتميزها، ما يدل على أن التميز أحيانًا يكون في التفاصيل الصغيرة، وليس في الأمور الظاهرة فقط.
- لا تحكم بالمظاهر: رغم أن شكل الأميرة لم يكن يوحي بأنها من عائلة ملكية، فإنها كانت كذلك فعلًا، الحكم السريع على الآخرين بناءً على مظهرهم قد يكون ظالمًا وغير دقيق.
- الإصرار والبحث يجلبان النتائج: الأمير لم يتوقف عن البحث عن أميرة حقيقية رغم الإحباط، واستمر حتى وجدها في وقت لم يتوقعه، وهذا يعلمنا أن من يثابر ويبحث بصدق يصل إلى هدفه في النهاية.
