هل تبحثون عن قصص للاطفال مليئة بالسحر والمغامرة؟ انضموا إلى فصة بابا نويل في "الوادي الضاحك"، عالمه الساحر حيث تُصنع الهدايا وتملأ البهجة كل مكان بمساعدة الأقزام والجنيات الطيبين، وتتعالى الضحكات مع الجميع.
لكن الشر يتربص به، فهناك أشرار يسكنون الكهوف المجاورة ويخططون لإفساد فرحة العيد، تابعوا معنا من موقع قصة لكل جيل هذه الحكاية المشوقة، فهي من أروع قصص قبل النوم التي تكشف كيف يواجه الخير الشر.
قصة بابا نويل
في أحد الأيام كان يعيش بابا نويل في مكان ساحر اسمه "الوادي الضاحك"، هناك توجد قلعته الكبيرة، حيث يصنع كل هدايا الأطفال الجميلة، وكان المكان كله مليء بالفرح والبهجة.
كان يعمل مع بابا نويل مساعدون كثيرون من الأقزام والجنيات الطيبين، ويعيشون معه في القلعة ويعملون بجد ونشاط طوال العام دون توقف لتحضير الهدايا.
سُمي بالوادي الضاحك لأن كل شيء فيه سعيد ومبهج، حتى النهر الصغير يضحك وهو يجري بين الضفاف الخضراء، والرياح تعزف بمرح بين الأشجار.
ترقص أشعة الشمس بخفة فوق العشب الأخضر، وتبتسم الأزهار البرية الجميلة في كل مكان، فالضحك يأتي من السعادة، والسعادة تأتي من الرضا والقناعة.
يقع هذا الوادي السعيد بين مكانين مختلفين تماماً، فمن جهة، توجد غابة "بورزي" العظيمة والمليئة بالأسرار، ومن الجهة الأخرى، يقف جبل ضخم ومخيف.
هذا الجبل الضخم يحتوي على "كهوف الأشرار"، وبين الغابة والجبل، يقع "الوادي الضاحك" بسلام وهدوء، كأنه واحة أمان بين عالمين مختلفين.
قد يظن البعض أن بابا نويل، الرجل الطيب الذي يكرس حياته لإسعاد الأطفال، ليس لديه أي أعداء في العالم، وهذا كان صحيحًا لفترة طويلة جدًا.
لكن الأشرار الذين يسكنون في كهوف الجبل بدأوا يكرهون بابا نويل بشدة، والسبب غريب وبسيط جداً، فهم يكرهونه فقط لأنه يجعل الأطفال سعداء.
كانت تتكون كهوف الأشرار من خمسة كهوف، يؤدي طريق واسع إلى الكهف الأول، وهو كهف جميل الشكل عند سفح الجبل، ويسكنه "شرير الأنانية".
خلفه مباشرة يوجد كهف آخر يعيش فيه "شرير الحسد"، وبعده يأتي كهف "شرير الكراهية"، وهو الكهف الذي يجب أن تمر من خلاله لتصل للكهف التالي.
الكهف الرابع هو بيت "شرير الحقد"، وهو مكان مظلم ومخيف في قلب الجبل، لا أحد يعرف ماذا يوجد بعد هذا الكهف، ربما فخاخ خطيرة.
"ولكن، يلوح بصيص من الأمل؛ فمن كل كهف من الكهوف الأربعة ينبثق ممرٌ ضيق يفضي إلى كهف خامس، وهو حجرة صغيرة وادعة تختلف عنهم كليًا."
يسكن في هذا الكهف "طيّب التوبة"، وهو شخص لطيف يرحب بالجميع، ويبدو أن الكثيرين ينجحون في الهروب من الأشرار عبر هذه الأنفاق الصغيرة والآمنة.
يفتح "طيّب التوبة" بابًا صغيرًا للهاربين، ليخرجوا مرة أخرى إلى الهواء النقي وأشعة الشمس الدافئة، ويبدأوا من جديد بعيدًا عن الشر.
في أحد الأيام، اجتمع أشرار الكهوف لمناقشة مشكلتهم مع بابا نويل، كانوا غاضبين لأن طيبته كانت تزعجهم وتفسد خططهم الشريرة.
قال شرير الأنانية بحزن: "أشعر بالوحدة، فبابا نويل يجعل الأطفال كرماء، فلا يأتي أحد لزيارة كهفي الأناني بعد الآن."
رد عليه شرير الحسد قائلاً: "وأنا أيضاً أعاني من نفس المشكلة، الأطفال سعداء بهدايا بابا نويل، ولا أجد من أغريه ليشعر بالغيرة والحسد."
صرخ شرير الكراهية: "وهذا سيء جداً بالنسبة لي! إذا لم يمر الأطفال بالأنانيّة والحسد، فلن يصلوا أبداً إلى كهفي،" وأضاف شرير الحقد: "ولا إلى كهفي أيضاً."
حتى طيّب التوبة قال: "إذا لم يزر الأطفال كهوفكم الشريرة، فلن يحتاجوا لزيارتي أبداً، وهكذا أصبحتُ وحيداً مثلكم تماماً."
صاح شرير الحسد: "كل هذا بسبب بابا نويل، إنه يفسد عملنا تماماً، يجب أن نفعل شيئاً لإيقافه فوراً،" واتفقوا جميعاً على ذلك.
لكن ماذا سيفعلون؟ قرروا في البداية أن يحاولوا إغراء بابا نويل وجذبه إلى كهوفهم ليدفعوه نحو الفخاخ الخطيرة الموجودة هناك.
في اليوم التالي، ذهب شرير الأنانية إلى ورشة بابا نويل وقال له: "هذه الألعاب جميلة جداً، لماذا لا تحتفظ بها لنفسك بدل أن تعطيها للأطفال؟"
ضحك بابا نويل بصوت عالٍ وقال: "كلام فارغ! الأطفال يصبحون أسعد وأهدأ بعد هداياي، سعادتهم ليوم واحد في السنة تكفيني وتجعلني راضياً."
عاد شرير الأنانية خائباً إلى أصدقائه وقال لهم: "لقد فشلت في مهمتي، فبابا نويل ليس أنانياً أبداً، إنه لا يهتم بنفسه."
في اليوم الذي يليه، حاول شرير الحسد، وقال لبابا نويل: "متاجر الألعاب تنافسك وتبيع هدايا مقابل المال، بينما أنت لا تأخذ شيئاً."
رفض بابا نويل أن يشعر بالحسد وقال: "عملي هو للحب والعطاء، ومتاجر الألعاب تسعد الأطفال طوال العام، وأنا سعيد بنجاحهم."
جاء دور شرير الكراهية، وقال: "هناك أناس لا يؤمنون بوجودك ويسخرون منك، يجب أن تكرههم وتنتقم منهم لكلامهم السيء."
صاح بابا نويل: "لكني لا أكرههم أبداً! إنهم يؤذون أنفسهم فقط، مساكين! أنا أفضل أن أساعدهم بدلاً من أن أؤذيهم."
أدرك الأشرار أنهم لا يستطيعون إغراء بابا نويل أبداً، فضحكاته المرحة كانت تهزم شرهم وتُظهر لهم أن محاولاتهم سخيفة وعديمة الفائدة.
لذلك قرروا التوقف عن الكلام واستخدام القوة، كانوا يعرفون أن بابا نويل محمي في واديه، لكنه يخرج منه ليلة عيد الميلاد.
في هذه الليلة، يخرج وحيداً في عربته المليئة بالهدايا، كانت هذه هي فرصتهم الوحيدة للإمساك به، فوضعوا خطتهم وانتظروا بصبر.
أخيراً جاءت ليلة عيد الميلاد، كان القمر كبيراً ومضيئاً، والثلج يلمع على الأرض، انطلق بابا نويل سعيداً وهو يغني من شدة الفرح.
كانت عربته مليئة بالأكياس الضخمة من الهدايا، وحيوانات الرنة تجري بسرعة البرق، كان هذا أسعد يوم في السنة بالنسبة له.
وفجأة، حدث شيء غريب! تم إلقاء حبل طويل في الهواء، ووقعت عقدة كبيرة حول ذراعي بابا نويل وجسمه وشُدَّت بإحكام.
وقبل أن يستطيع المقاومة أو الصراخ، سُحب بقوة من مقعده وسقط رأساً على عقب في كومة من الثلج، بينما انطلقت حيوانات الرنة بالعربة واختفت بعيداً.
تفاجأ بابا نويل بما حدث، وعندما استعاد وعيه، وجد أن الأشرار قد أمسكوا به وربطوه بحبل قوي، ثم أخذوه إلى كهف سري في الجبل.
هناك، حبسوه وربطوه بسلاسل في جدار صخري، ضحك الأشرار بسعادة شريرة وقالوا: "لقد نجحنا! الأطفال سيكونون تعساء الآن وسيأتون إلى كهوفنا."
لكن الأشرار لم يعرفوا سراً صغيراً، كان بابا نويل قد أحضر معه أربعة من مساعديه المفضلين، وهم مخلوقات صغيرة كانت مختبئة داخل العربة.
لم تشعر هذه المخلوقات الصغيرة بشيء في البداية، لكنهم فجأة لاحظوا أن غناء بابا نويل المرح قد توقف، أدركوا أن هناك خطأ ما قد حدث.
أخرج أحدهم، واسمه "ويسك"، رأسه من تحت المقعد، فوجد أن بابا نويل قد اختفى! صرخ بصوت عالٍ لتتوقف حيوانات الرنة، فتوقفت فوراً.
تساءلوا بقلق: "ماذا نفعل الآن؟"، قال أحدهم: "يجب أن نعود للبحث عنه"، لكن مساعداً آخر اسمه "بيتر" كان له رأي مختلف وحكيم.
قال بيتر: "إذا عدنا، لن نلحق بتوزيع الهدايا قبل الصباح، وهذا سيحزن بابا نويل أكثر من أي شيء آخر، مهمتنا الأولى هي إسعاد الأطفال."
كانت هذه نصيحة رائعة، فوافق الجميع، انطلقوا بسرعة لتوزيع الهدايا، لكن المهمة كانت صعبة عليهم، فهم لا يعرفون الأطفال جيداً مثل بابا نويل.
لذلك، وقعت بعض الأخطاء المضحكة، طفلة أرادت دمية، فحصلت على طبلة، وطفل أراد حذاءً جديداً، فحصل على صندوق أدوات خياطة.
لكن لحسن الحظ، كانت الأخطاء قليلة جداً، عمل المساعدون الصغار بجد وذكاء، ونجحوا في توزيع معظم الهدايا بشكل صحيح قبل شروق الشمس.
بعد أن عادوا إلى الوادي الضاحك، بدأوا يخططون لإنقاذ سيدهم، طار "ويسك" سريعاً إلى ملكة الجنيات الطيبة في الغابة ليطلب منها المساعدة.
في هذا الوقت، كان بابا نويل قلقاً في الكهف، كان يفكر في الأطفال، بينما كان الأشرار يسخرون منه ويستهزئون به لأنه أصبح سجيناً لديهم.
عندما أشرق الصباح، جاء دور "طيّب التوبة" ليحرسه، كان هذا الحارس مختلفاً عن البقية، فقد كان لطيفاً وصوته هادئ ومريح جداً.
قال طيّب التوبة لبابا نويل: "أنا نادم جداً على مساعدتي في خطفك، أعرف أن الأذى قد وقع، لكن الندم لا يأتي إلا بعد فعل الشيء الخطأ."
سأله بابا نويل: "هل تندم أنت أيضاً؟"، فأجاب: "نعم، ولأثبت لك صدق ندمي، سأساعدك على الهرب الآن"، ثم فك قيوده وفتح له السلاسل.
قاده عبر نفق سري حتى وصلا إلى كهفه، فتح له باباً صغيراً أشرقت منه الشمس، شكره بابا نويل وتمنى له عيداً سعيداً ثم خرج حراً.
وبينما كان يمشي عائداً إلى منزله، رأى شيئاً مدهشاً، جيش ضخم من الجنيات والأقزام والمخلوقات السحرية يسير نحوه بقيادة مساعديه الأربعة.
لقد جاؤوا جميعاً لإنقاذه، فرح بابا نويل كثيراً لرؤيتهم، وشعر بالسعادة لأنه محبوب لهذه الدرجة، احتضن مساعديه الأربعة وشكرهم على ولائهم.
قال لهم: "لا داعي لمهاجمة الأشرار، فوجودهم جزء من العالم ولا يمكننا تدميرهم"، ثم عاد الجميع معه بسلام إلى قلعته في الوادي الضاحك.
هناك، أخبره المساعدون عن أخطاء الهدايا، فوراً، أرسل بابا نويل مساعده "ويسك" ليعطي الطفلة دميتها، والطفل حذاءه، فأصبح الجميع سعداء.
أما أشرار الكهوف، فقد شعروا بالغضب والإحباط الشديد، لقد فشلت خطتهم تماماً، وتعلموا درساً قاسياً ألا يحاولوا إيذاء بابا نويل مرة أخرى أبداً.
الدروس المستفادة من قصة بابا نويل للاطفال
- قوة الخير والعطاء: تُظهر القصة أن الطيبة والكرم هما القوة الحقيقية التي لا يمكن للشر هزيمتها. فضحكات بابا نويل ورفضه لإغراءات الأشرار كانت أقوى من خططهم.
- الولاء وتحمل المسؤولية: أظهر مساعدو بابا نويل ولاءً كبيراً عندما أكملوا مهمة توزيع الهدايا أولاً، مدركين أن إسعاد الأطفال هو الأهم، وهذا يعلمنا تحمل المسؤولية حتى في أصعب الظروف.
- أهمية التوبة والعدول عن الخطأ: شخصية "طيّب التوبة" تعلمنا أنه حتى بعد ارتكاب خطأ، لا يزال هناك أمل في الندم وإصلاح الموقف، وأن هذا هو الطريق الصحيح للعودة إلى الخير.
- التسامح أفضل من الانتقام: عندما عاد بابا نويل حراً ومعه جيش قادر على الانتقام، اختار السلام والتسامح، موضحاً أن الهدف ليس تدمير الشر بل نشر الخير.
- المشاعر السلبية تؤذي صاحبها: الأشرار الذين يمثلون الأنانية والحسد والكراهية كانوا تعساء وفشلوا في النهاية، وهذا يعلمنا أن هذه الصفات السيئة تضر بصاحبها أكثر من أي شخص آخر.
