هل تبحث عن قصة جميلة للاطفال؟ كتبنا لك هذه القصة الجميلة لتستمتع بقراءتها، وبجانب الاستمتاع ستجد في نهاية القصة الدروس المستفادة منها، لتكون قراءة ممتعة لقصة جميلة وأيضًا تتعلم منها أشياء تفيدك في حياتك.
قصة جميلة للأطفال
كانت سلمى تقود دراجتها بسرعة، وأمها تمشي بجانبها بخطوات سريعة. كانتا في طريقهما إلى الحديقة لقضاء نزهتهما الأسبوعية. حملت الأم حقيبة سلمى الكبيرة الزرقاء ذات الجيوب الوردية على كتفها، وبداخلها أشياء للرسم.
هذه الرحلات مليئة بأشياء رائعة: شمس دافئة، نسيم لطيف، ألوان زاهية، وأهمها الزحليقة الفضية الكبيرة. شعرت سلمى اليوم بسعادة لا توصف، وكانت أشرطة شعرها الوردية ترفرف خلف ضفيرتيها الصفراء بفعل النسيم، بينما قلبها مليء بالفرح.
سمحت الأم لسلمى بارتداء طقمها الجديد المزين بأزهار زرقاء ووردية، وقد وعدت سلمى أن تحافظ عليه نظيفًا. أحبت سلمى أمها كثيرًا، وحاولت دائمًا أن تجعلها فخورة، وتحلم بأن تصبح مثلها عندما تكبر.
كان اللعب في الخارج اليوم أشبه بحلم جميل مليء بالألوان. أشعة الشمس الذهبية أضاءت وجه سلمى الوردي وعينيها الزرقاوين المبتسمتين، بينما كانت تتأمل كل ما حولها من مناظر ساحرة، وتشعر أن العالم مكان مدهش.
انحنى شجر الدردار الأخضر الطويل وكأنه يحيي سلمى وأمها وهما تمران. على بعد خطوات، كان ولدان وفتاة حمراء الشعر يتقاذفون كرة شاطئ كبيرة مخططة بالأخضر والأبيض، تتطاير بينهم في الهواء وسط ضحكاتهم المرحة.
قفز أحد الأولاد مسرعًا ليمسك الكرة قبل أن تصل إلى الفتاة حمراء الشعر. كانت صيحاتهم السعيدة تحملها نسمات الهواء إلى أذني سلمى، مما جعلها أكثر سعادة. سمعت أيضًا ألحان شاحنة المثلجات التي توقفت عند طرف الحديقة.
ركض مراهقان يرتديان ملابس بيضاء ويحملان مضارب تنس نحو الشاحنة ليشتروا المثلجات والمشروبات الباردة. كان كل شيء اليوم رائعًا، حتى العصافير كانت تغرد بنغمة أكثر بهجة من المعتاد، تنادي من أغصان الأشجار القريبة بأصوات مليئة بالفرح.
توقفت دراجة سلمى بالكاد قبل أن تقفز عنها. لقد وصلتا إلى المكان المميز في الحديقة حيث توجد الزحليقة الفضية العملاقة. أحبت سلمى هذه الزحليقة كثيرًا، وركضت نحوها بحماس لتبدأ اللعب فورًا.
صرخت الأم مبتسمة: "تمهلي يا سلمى!" كانت الأم، هناء، تحب هذه النزهات مثل سلمى تمامًا. كانت تستمتع بالجلوس والتحدث مع النساء الأخريات، يتبادلن الحكايات عن أطفالهن، وأحيانًا تحضر معها حياكة أو كتابًا.
شعرت هناء ببعض التعب بعد المشي السريع، فجلست على أقرب طاولة للنزهة. لم تمضِ لحظات حتى جاءت صديقتها منى وجلست بجانبها. أحبت سلمى رؤية أمها تتحدث مع صديقاتها، لأنه يمنحها وقتًا أطول للعب.
كانت الزحليقة باردة اليوم، لكن سلمى لم تتوقف عن الانزلاق فوقها بسرعة متزايدة. كان المعدن البارد يرسل قشعريرة ممتعة في جسدها. صعدت الدرج مرارًا بحماس، متشوقة لتكرر الانزلاق المبهج من القمة.
كانت سلمى تحب أن تتخيل أشياء وهي على الزحليقة. أحيانًا تغمض عينيها وتتخيل نفسها أميرة جميلة على حصان أبيض، وأحيانًا جروًا أو قطة ضائعة تبحث عن أمها، وتقلد الأصوات بحزن.
سمعت سلمى من قبل أن أمها تقول إن لديها خيالًا واسعًا، لكنها لم تكن تعرف تمامًا معنى ذلك، وظنت أنه يعني أنها بارعة في التمثيل والتخيل. واصلت اللعب صعودًا ونزولًا، مستمتعة بالوقت.
وفي المرة الثانية عشرة تقريبًا، سمعت صوتًا غريبًا عاليًا، كان كأنه أنين مؤلم. قفزت من نهاية الزحليقة وسألت: "ما هذا؟" فجاء صوت خلفها يقول: "شكرًا لكِ!" فاستدارت بدهشة.
سألت سلمى: "من قال ذلك؟" فجاء الرد: "أنا." انحنت للأمام، ثم وقفت على قدم واحدة واستدارت، فرأت الزحليقة تحدق بها بعينين حزينتين وفم كبير يقول: "شكرًا لأنك ابتعدت عني."
قالت الزحليقة بصوت متألم: "ظهري يؤلمني كثيرًا اليوم." فركت سلمى عينيها بدهشة، غير مصدقة ما تسمع. نظرت نحو أمها الجالسة مع صديقتها، كانتا تضحكان وتتحدثان، فعادت بنظرها نحو الزحليقة الفضية.
قالت سلمى: "هل تكلمتِ معي؟" فأجابت الزحليقة: "نعم، آسفة إن أفزعتكِ، لكنني لم أعد أتحمل. كل يوم يقفز الأطفال فوقي وينزلقون، كنت قوية في شبابي، لكنني أصبحت عجوزة ومتعبة الآن."
أكملت الزحليقة: "أحب الأطفال، خاصة أنتِ يا سلمى، لكنني أتألم حين يغرسون أقدامهم في ظهري. لا أعرف ماذا أفعل. هل يمكنكِ مساعدتي؟" ثم بدأت بالبكاء الشديد.
اهتزت درجات الزحليقة مع دموعها الكبيرة، وأخرجت منديلًا أبيض من إحدى درجاتها ومسحت أنفها بحزن. قالت: "إذا استمر الأمر، سأصبح خردة. كل ما أحتاجه هو بعض الراحة حتى أستعيد قوتي."
"الحديقة ستضع زحليقة جديدة قريبًا، وحتى ذلك الحين يجب أن أكون شجاعة." ابتعدت سلمى قليلًا وهي تشعر بالحيرة، واستغرقت وقتًا لتفهم أن هذه الزحليقة العجوز التي أسعدت الأطفال طويلًا تطلب منها المساعدة.
شعرت سلمى بالحزن والفخر في الوقت نفسه، وقالت بصوت صغير: "آسفة لأنكِ تتألمين." ومدّت يدها الصغيرة تربت على المعدن البارد. فكرت طويلًا في طريقة لمساعدتها، لكنها لم تجد حلًا.
توجهت سلمى نحو الأرجوحة وجلست قليلًا، ثم همّت بالذهاب لأمها، لكنها توقفت مترددة. قالت بصوت خافت: "هل ستصدقني أمي؟ زحليقة تتكلم؟" لم تعرف سلمى كيف تساعد صديقتها الجديدة.
عادت سلمى نحو الزحليقة، فرأت عاملين يصلحان مقعدًا في الحديقة. كان الأول يرتدي بذلة رمادية ويثبت ذراعًا خشبية جديدة، بينما الثاني يرتدي قبعة بيضاء ويدهن الذراع بالطلاء الأخضر اللامع.
راقبت سلمى باهتمام وهي ترى الخشب يكتسي باللون الجديد، وفكرت أن الناس سيضطرون لانتظار أيام قبل الجلوس هناك. فجأة أضاء وجهها بفكرة، وانطلقت نحو دراجتها بسرعة وحماس.
صرخت: "وجدتها!" وسحبت حقيبتها الزرقاء الكبيرة من على المقود. بدأت تبحث بسرعة بين أغراضها المفضلة، فأخرجت قلم تلوين أحمر سميك، ثم ورقة صفراء، وبدأت ترسم شيئًا بسرعة على الأرض.
قبل أن يلتقط طائر دودة، كانت سلمى قد انتهت من الرسم، ثم أمسكت شيئًا آخر من حقيبتها، وركضت نحو الزحليقة المتعبة قائلة: "لدي الحل!" كانت دموعه قد كوّنت بركة أسفل قدميه.
انحنت سلمى وعملت بيديها الصغيرتين بسرعة، تلصق وتثبت حتى انتهت، ثم تراجعت بخطوة مبتسمة: "هكذا!" شعرت بدفء وفرح كعناق أمها. نادتها أمها معلنة وقت العودة إلى المنزل.
قالت سلمى وهي تركض مبتعدة: "لا تقلق، الآن ستحصل على الراحة التي تحتاجها لتتحسن." لوّحت بيديها نحو أمها، بينما كانت الأم تلتقط الحقيبة الزرقاء وما انسكب منها من أقلام تلوين.
سألت الأم بدهشة وهي ترى الأقلام مبعثرة بعجلة: "ماذا حدث هنا يا سلمى؟" وكانت سلمى تبتسم ابتسامة مليئة بالسر، تحتفظ بحكاية صديقتها الزحليقة في قلبها، وكأنها مغامرة خاصة لا يعرفها أحد.
قالت سلمى وهي تعانق أمها: "عمل جيد." شعرت بالفخر والسعادة، وتمنت لو عرفت أمها بما فعلت لتسعد الزحليقة. قررت أن تقود دراجتها سيرًا نحو البيت لتتذكر هذا اليوم المميز.
غادرت الأم وابنتها الحديقة متعانقتين، مرّتا بمقعد تجلس عليه امرأة تحمل طفلها الصغير الحزين. سأل الصغير أمه: "لماذا لا أستطيع اللعب على الزحليقة يا أمي؟"
سمعت سلمى الأم تجيب: "يجب أن تبتعد عن الزحليقة أيامًا قليلة، هناك لافتة تقول: الطلاء لم يجف." ابتسمت سلمى أكبر ابتسامة، وعانقت أمها بقوة وهي تشعر بالسر الجميل.
اقرأ: قصص اطفال مكتوبة مشوقة ومليئة بالحكمة
الدروس المستفادة من هذه القصة الجميلة
- التعاطف مع الآخرين : حتى الأشياء الجامدة قد نتخيل معاناتها، وهذا يعزز شعور الطفل بالرحمة والاهتمام بمشاعر الغير.
- المبادرة وحل المشكلات: سلمى لم تكتفِ بمشاهدة المشكلة، بل فكرت في حل مبتكر يساعد صديقتها الزحليقة.
- أهمية الإبداع: استخدام الأدوات البسيطة مثل الأقلام والأوراق يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا إذا صاحبه خيال واسع.
- الحفاظ على الممتلكات العامة: الاهتمام بالمرافق وإعطاؤها وقتًا للراحة أو الصيانة يجعلها تدوم أطول وتظل ممتعة للجميع.
- قيمة العمل الجيد: الشعور بالسعادة والفخر بعد مساعدة الآخرين هو مكافأة داخلية ثمينة تجعل الشخص يرغب بتكرار فعل الخير.
