أهلاً بكم يا أحبائي الأطفال الصغار، يا نجوم قصتنا الجديدة، اليوم سننطلق معًا في رحلة شيقة وممتعة، لنكمل حكايتنا الجميلة عن سيدنا آدم عليه السلام وزوجته حواء، وكيف بدأت مغامرتهما على أرضنا الحبيبة بعد خروجهما من الجنة، وسنتعرف على قصة ابنيهما قابيل وهابيل وماذا سنتعلم من قصتهما الرائعة، هيا بنا يا أبطال المستقبل.
بداية حياة آدم وحواء على الأرض الحبيبة
تذكرون يا أصدقائي الأعزاء قصتنا السابقة عن سيدنا آدم وزوجته حواء في الجنة الجميلة؟ لقد أغواهما الشيطان إبليس الشرير، يا للأسف، وأخرجهما من الجنة بعد أن أكلا من الشجرة التي نهاهما الله عنها.
إبليس حسد آدم وحواء، لأنه رفض أمر الله له بالسجود لسيدنا آدم، فغضب الله عليه وأخرجه من الجنة، ولأن آدم وحواء خالفا أمر الله وطاوعا إبليس، أخرجهما الله من الجنة وأنزلهما إلى الأرض الطيبة.
عندما هبطا إلى الأرض، وجد سيدنا آدم نفسه فوق جبل يُقال إنه في الهند. أول ما شاهده آدم كان اتساع الأرض الخضراء وزرقة سمائها الصافية.
شعر بحزن كبير، يا قلبي، لأنه لم يجد حواء بجانبه، فقد كانت أنيسته وصديقته في الجنة، بدأ آدم يبحث عن حواء بكل قوة وشوق، كان يعلم أنها في الأرض، فقد قال الله لهما: اهبطوا منها فإن لكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين.
وهكذا، عرف آدم وحواء أن عليهما أن يعملا بجد واجتهاد في الأرض ليعمراها ويزرعاها ويعبدا الله فيها؛ لأن الله أخبرهما أن هذا هو مكانهما الجديد.
وبعد بحث طويل ومضنٍ، يا لفرحة آدم، وجد حواء على جبل في مكة المكرمة. نادى عليها بحب، فعرفته حواء، فقال لها آدم: هذا الجبل الذي تعرفنا عليه سأسميه جبل عرفة، ومنذ ذلك الزمن سُمِّي بهذا الاسم جبل عرفات.
فقالت حواء لآدم بقلب خاشع: لعل الله يقبل توبتنا بهذا الندم الصادق وهذه التوبة الخالصة، فقال لها آدم بثقة: أظن أن الله تاب علينا؛ لأنه علمني كلمات جميلة أرددها.
سألت حواء آدم عن تلك الكلمات، فأخبرها أن الله أوحى إليه بقول: ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، حينها، علم آدم أنه قد ودَّع الجنة الجميلة، وأن وقت العمل والتعب الشريف قد بدأ، لأننا يا أحبائي الصغار، إذا لم نعمل ونجتهد، فلن نستطيع أن نأكل طعامنا اللذيذ، فنحن بحاجة لصنع طعامنا بأنفسنا، أليس كذلك؟
بدأ آدم يفلح الأرض ويزرعها بجد ونشاط، وعلم آدم أنه سيبقى في صراع مع إبليس الشرير اللعين إلى يوم القيامة؛ لأنه عرف أن إبليس عدو لدود له ولزوجته، وكان هو السبب في خروجهما من نعيم الجنة الجميلة والخضراء.
لاحظت حواء أن الأرض بدأت تثمر وتخرج العشب وتخضر يومًا بعد يوم، فأخبرت آدم بذلك بفرحة، فقال آدم: الحمد لله أن رزقنا الطيبات وأعاننا على عمارة الأرض.
لكن حواء حزنت قليلًا لأن خضرة الجنة كانت أجمل وأحلى، فأخبرها آدم أن الأرض هي المكان الصحيح لهم؛ لأن الله أخبر الملائكة قبل أن يخلق آدم أنه سيجعل في الأرض خليفة، وهكذا عاش آدم وزوجته حواء في الأرض وعمراها وزرعاها ببركة الله.
قصة قابيل وهابيل أبناء ادم عليه السلام
بعد فترة ليست طويلة، رزق الله آدم عليه السلام وزوجته حواء بتوأم جميل: ولد وبنت، سُمِّي الولد قابيل والبنت أقليمة، ثم ولدت حواء مرة أخرى ووضعت توأمين أيضًا، يا للفرحة: ولد وبنت، فسمى آدم الولد هابيل والبنت ليوثة، ومن هنا تبدأ قصة هابيل وقابيل، قصة تعلمنا الكثير عن الأخوة والحب.
كان هابيل وقابيل، ابنا سيدنا آدم عليه السلام، يكبران يومًا بعد يوم مثل إخوانكم الصغار يا أحبائي الأطفال، كان آدم وحواء يحبانهما حبًا كبيرًا جدًا، تمامًا كما تحبون إخوانكم يا أحبائي الصغار.
كانا جميلين وطيبين ويملكان روح المرح الجميلة، مما كان يزيد من حب أبيهما آدم وأمهما حواء لهما، فلما كبرا واشتد عودهما، كان هابيل يحب رعي الأغنام والحيوانات الأليفة، بينما كان قابيل يحب الزراعة والعمل في الأرض.
في ذات يوم، كان قابيل يزرع ويحرث الأرض بنشاط، بينما كان هابيل جالسًا على التلة المقابلة مستريحًا، يتأمل السماء الصافية وينظر إلى أخيه قابيل وهو يزرع ويفلح الأرض.
كانت أمهما حواء تتضايق كثيرًا، يا مسكينة، لأنهما لا يتعاونان ولا يساعدان بعضهما بعضًا، قابيل لا يقبل أن يرعى مع هابيل ويقول إنه يتضايق من الرعي ورائحة المراعي.
والآخر أيضًا يتحجج بحججه لكي لا يذهب مع أخيه لفلاحة الأرض، كانت حواء في كل مرة تتضايق وتكتم في نفسها، حتى أنها ذات يوم أخبرت آدم بما يدور في خاطرها وتضايقها من تصرفات أولادها.
فقالت: إن قابيل يضيع كل وقته في الزراعة، وهابيل يضيع كل وقته في الرعي، فقال آدم بحكمة: اتركيهما يا حواء؛ فإن الله جعل الناس بطباع مختلفة حتى يكمل بعضهم بعضًا وينجز كل واحد العمل الذي يحبه. فشجعي يا حواء كل واحد على العمل الذي يحبه.
وقد كان آدم قد حذَّر أبناءه من إبليس الشرير، وأخبرهم كيف كان سببًا في إخراجهما من الجنة، وكيف وسوس له ولأمه، وكان هو السبب في خروجهما من نعيم الجنة الجميلة والخضراء.
أخبر آدم ذات يوم زوجته حواء أن الأولاد يجب أن يتزوجوا، وأنهم كبروا وأصبحوا في عمر تحمل المسؤولية، وقال لها إن كل ذكر من التوائم سيتزوج أخته من البطن الآخر، وهذا كان مباحًا لهم في شريعتهم في ذلك الزمان.
فأخبرتهم أمهما بهذا الأمر، وبينما كان قابيل جالسًا ذات يوم، إذ ظهر له إبليس، يا للصدمة، وتعجب قابيل وسأله: من أنت؟ قال: أنا خادمك من الجن، فقال قابيل: وماذا تريد مني؟ قال: أنا أملك قدرات عجيبة، يمكنني أن أساعدك في أي أمر، يمكنك أن تجربني، فرفض قابيل وقال: أنا مستعجل الآن للذهاب، سنلتقي فيما بعد.
لكن إبليس سارع على الفور بالسؤال بخبث: هل ستقبل الزواج من ليوثة؟ أختك التوأم أجمل منها أضعافًا، وبعد أن سمع قابيل كلام إبليس المشاغب، الذي حاول أن يزرع الأفكار السيئة في قلبه، جاء قابيل إلى أخيه هابيل وقال له: اسمع يا هابيل، لقد قررت أن أتزوج أختي أقليمة التي ولدت معي.
فرد هابيل ببرود وهدوء وحكمة: لقد أخبرنا والدنا آدم، وهو نبي الله، أنه لا يجوز للتوأم أن يتزوج، هذا أمر يجب أن نطيعه، غضب قابيل وقال بعناد: لن أتنازل عن الزواج من أختي التوأم.
عندما علمت حواء بما حدث، أخبرت زوجها آدم، فقال آدم بحزن: هذا الأمر ليس بيدي، ولا يجوز للتوأم الزواج، هذا أمر من الله، في المستقبل، ستمتلئ الأرض بالناس، وحينها سيُمنع زواج الإخوة تمامًا.
دعونا نترك الأمر لله ليهدينا لما فيه الخير لنا جميعًا، ثم نادى آدم على قابيل وهابيل وقال لهما: كل واحد منكما سيقدم قربانًا، أي هدية جميلة، لله تعالى. والذي يقبل الله قربانه، سيكون هو على صواب.
عاد إبليس مرة أخرى إلى قابيل وقال له بابتسامة ماكرة: ما بك يا سيدي؟ قال قابيل: أبحث عن هدية لأقدمها، ولا أعرف ماذا أختار، لقد انتصرت على هابيل ومنعته من الزواج بأقليمة، فماذا سأختار؟ ما رأيك أن آخذ بعض سنابل القمح؟ بعد أن نطحنها ونخبزها، ستصبح خبزًا لذيذًا.
سخر إبليس منه وقال: وهل رب السماء يأكل مثلك؟، فكر قابيل وقال: معك حق، سآخذ سنبلة قمح يابسة كهدية لله تعالى، فلا أحتاجها، أما هابيل، فاختار أكبر كبش لديه، وقدمه لله تعالى بكل حب ورضا وابتسامة على وجهه، ثم صعد الأخوان إلى أعلى قمة الجبل لتقديم قربانهما.
انتظر قابيل وهابيل أعلى قمة الجبل بترقب، فقال قابيل: إذا هبت الريح، فستحمل معها سنابل القمح علامة على قبول الله تعالى لقرباني، أما خروفك هذا فلن يطير أبدًا.
فجأة، ظهر ضوء أبيض لامع من السماء، يا له من مشهد بديع، قال هابيل بفرحة وسعادة: لا أستطيع أن أفتح عيني بسبب الضوء، وقال قابيل بدهشة وحيرة: هذا الضوء يحمل الكبش الكبير ويترك سنابلي في مكانها، فرح هابيل وقال بحمد وشكر: إنها علامة قبول الله تعالى للقربان، الحمد لله والشكر له.
لكن قابيل لم يفرح، بل غضب وقال لهابيل بغيظ: لن أدعك تفرح بهذا النصر يا هابيل سأقتلك، رد هابيل بهدوء وكلمات حكيمة ومليئة بالحب: إن الله يتقبل القربان من أصحاب القلوب التقية والنقية، وإن أردت قتلي، فلن أقتلك، أنا أخاف الله رب العالمين، لو قتلتني، لحملت ذنوبي وذنوبك، وستكون من أهل النار.
بعد ذلك، جاء سيدنا آدم إلى ابنه قابيل وقال له بحنان: السلام عليك يا بني. رد قابيل: وعليك السلام يا أبي، كنت أتساءل لماذا قبل الله قربان هابيل ولم يقبل قرباني.
فقال آدم بحكمة وصبر: يا بني، إن ربك لا يظلم أحدًا، عليك أن تراجع نيتك وعملك. إذا كان خالصًا لله، فسيتقبله، وابتعد عن أهوائك ورغباتك الشخصية.
قال قابيل: وما فائدة ذلك؟ لقد خسرت ما كنت أريده. فقال آدم: إذا صبرت وشكرت الله، فلن تكون من الخاسرين، قال قابيل بضيق: أشكر الله تعالى أنه جعلني خاسرًا، فقال آدم بحزن: استغفر الله يا قابيل، واعلم أن الإنسان لا يكسب من الدنيا إلا بقربه من الله.
ثم جمع آدم أولاده وقال: سأضع بيدي الحجر الأول في بيت كل منكما، وأنتما تكملان البناء، اللهم بارك لهما، جاء إبليس المشاغب إلى هابيل وقال بابتسامة صفراء: السلام عليك يا سيد هابيل. رد هابيل: وعليك السلام، من أنت؟ قال إبليس: أنا غريب من هذه الأرض، أردت أن أتحدث معك قليلًا في أمر يهمك.
لقد سمعت ما جرى بينك وبين أخيك قابيل، وأردت أن أحذرك منه. فقال هابيل: أتحذرني من أخي؟ ومن أخبرك بما جرى وأنت غريب؟ فقال إبليس: أنا غريب يهمني أمرك، وأريد فقط نصحك، عرفه هابيل وقال بشجاعة: عرفتك، أنت إبليس اللعين، لقد حذرنا أبي منك، أعوذ بالله منك ومن شر أعمالك.
بعد فترة، قال قابيل لإبليس بتفاؤل: لقد انتظرتك يا صديقي، كنت أبحث عنك لأخبرك أني أتممت بناء بيتي وسأتزوج ليوث في الربيع، كما اقترحت أمنا حواء، فقال إبليس بخبث: وهل يتزوج هابيل الفتاة الجميلة؟ رد قابيل: ليوث ليست فتاة سيئة، إنها صالحة وتعرف الطهي. فقال إبليس: كما تريد، لكنك تنازلت لأخيك واستسلمت لمصيرك، وهابيل انتصر عليك أمام الجميع بقبول السماء لهديته.
أنصحك أن تظهر بعض المودة تجاه هابيل، فقال قابيل: ولماذا؟ فقال إبليس: الأعمار بيد الله وحده، والموت مقدر على كل المخلوقات. عندما يموت أبوك آدم، من سيخلفه في الأرض وتكون له الكلمة؟ رد قابيل: بالطبع أنا فقال إبليس: هل تظن ذلك حقًا؟ لماذا لا يكون هابيل؟ فهو الشريف الرصين الذي قبلت السماء قربانه.
غضب قابيل غضبًا شديدًا، يا له من حزن، وقال: هذا لن يحدث، سأقتل هابيل وتكون الأرض وما عليها لي وحدي، وعندما وجد قابيل أخاه هابيل نائمًا بسلام، جاء إليه وقال: أخيرًا وجدتك يا هابيل نائمًا.
حمل قابيل صخرة كبيرة ليضرب أخاه، وإبليس يوسوس في أذنه، فتح هابيل عينيه البريئتين ورأى أخاه عند رأسه يحمل حجرًا كبيرًا، فضرب قابيل أخاه، ومات هابيل الطيب المسكين، وسالت الدماء.
أدرك قابيل أن أخاه قد فارق الحياة، فندم ندمًا شديدًا، يا له من شعور مؤلم، حاول أن يوقظ أخاه وقال: أخي، ماذا فعلت بك؟ استيقظ يا أخي أين الصديق الذي حثني على قتل أخي؟ فجاءه إبليس وقال له ببرود: أنا لم أحرضه على قتل أخيه.
قابيل هو الذي فكر ونفذ. قال قابيل: ألم تكن شريكًا في الجريمة؟ فقال إبليس: إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين، فقال قابيل: أنت تخاف الله أيها اللعين؟ أنت إبليس الذي تسببت بخروج أبي وأمي من الجنة.
كان منتصف الليل، ووقف قابيل حائرًا كيف يخفي جسد أخيه في هذه الأرض المكشوفة، يا له من موقف صعب حمل قابيل أخاه على كتفه ليرميه في البحر وقال: سامحني يا أخي، أنت لم تكن تعرف السباحة.
فرمى قابيل أخاه، لكن جثته ظهرت فوق سطح الماء، ثم حمل قابيل أخاه وصعد به إلى أعلى قمة الجبل وقال: كأن الشمس تشير إلى مكانه، ليتني لم أقتلك يا هابيل ليتني لم أقتلك يا هابيل.
بحث آدم عن قابيل وهابيل ولم يجدهما في تلك الليلة، سألت حواء بقلق الأم: أين قابيل وهابيل يا آدم؟ أجبني أرجوك، قال آدم: بحثت عنهما فلم أجد لهما أثرًا.
وكان قابيل لا يزال يحمل أخاه على كتفه ويقول بأسى: هل أحملك على كتفي ما بقي من عمري؟ أوشكت الشمس على الغروب، وهم بالتأكيد يبحثون عني. ماذا أفعل يا إلهي؟
فأرسل الله تعالى غرابًا ذكيًا إلى جانب قابيل، كان الغراب يحمل غرابًا ميتًا في منقاره، بدأ الغراب يحفر التراب، تساءل قابيل بذهول: ماذا يفعل؟ وكان الغراب يحفر برجله، فقال قابيل وهو يبكي بحرقة: إنه يدفن جسد الغراب الميت. هذا ما كان يجب علي فعله هل عجزت أن أكون مثل هذا الغراب؟ سأفعل مثل الغراب.
ولما عاد قابيل إلى بيته، سألته حواء بحنان وقلق: أين كنت يا قابيل حتى هذا الوقت؟ تردد قابيل في الإجابة وقال: غلبني النوم. فسألت حواء بلطف وإصرار: أين أخوك يا قابيل؟ فقال قابيل: لا أدري أين هو، فقالت حواء بحس الأمومة الصادق: أنت تكذب أخبرني قلبي يا بني، فأنا أعرفك جيدًا، انظر إلي أين أخاك؟ هل آذيت هابيل؟.
انهمرت دموع قابيل بغزارة، وقال بصوت مخنوق: سامحيني يا أمي، لم يعد ذلك ممكنًا، لقد قتلته بيدي لقد قتلته بيدي، فقال آدم بقلب مليء بالحزن والألم: هذا من عمل الشيطان، يريد أن يبعدنا عن طاعة الله عز وجل.
فهو عدونا إلى يوم الدين. فقالت حواء بحسرة: لقد خسرت ابني هابيل، فقال آدم: لقد خسرنا الاثنين معًا، فمات الأول وكسب الشيطان الثاني، ثم دعا آدم ربه بقلب منكسر: ربنا إنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
وفاة آدم عليه السلام ووصيته الحكيمة
ومع مرور الأيام والسنوات، زاد عدد أبناء آدم وحواء، حتى أصبحوا 20 أخًا وأختًا، بالإضافة إلى الأحفاد الصغار الذين ملأوا البيت بالبهجة.
وفي ليلة مظلمة، وهبت الرياح بعنف، تغلغلت أشعة القمر الفضية إلى غرفة آدم، وكان وجه آدم شاحبًا. كان آدم يموت بهدوء، وكانت حواء بجانبه تدعو له بقلب مليء بالحب وتقول: شفاك الله يا آدم.
فقال آدم بصوت خافت لكنه مليء بالحكمة: إن النجاة الوحيدة لبني الإنسان هي هدي الله تعالى وكلماته الطيبة، فإن الله تعالى لن يترك الإنسان وحده على هذه الأرض الفسيحة، فسيرسل الأنبياء الصالحين لينقذوا بني البشر من الضلال والبعد عن الحق.
فقالت أقليمة بفضول: كيف سنعرفهم؟ فقال آدم: سيختلفون في الأسماء والصفات والأماكن، لكنهم سيجتمعون على شيء واحد: هو الدعوة إلى الله تعالى والحب والسلام، ثم أغمض آدم عينيه بسلام وابتسم ابتسامة خفيفة وقال: هل تشمين معي يا حواء رائحة أزهار الجنة؟. يا له من مشهد مؤثر.
قصص وعبر من قصة سيدنا آدم في الأرض
أهلاً يا أحبائي الأطفال الرائعين، يا أبطال القصة الحقيقيين أشكركم من أعماق قلبي على القراءة الكاملة للقصة، فإذا وصلتم هنا فأنتم حقًا أبطال، وأدعوكم لإكمال القراءة لتتعلموا الدروس والحكم الجميلة وتأخذوا العبرة التي ستفيدكم في حياتكم.
من القصة الجميلة التي رويناها لسيدنا آدم عليه السلام وزوجته حواء، وابنيهما قابيل وهابيل، هناك الكثير من الدروس والعبر الرائعة التي يمكننا أن نتعلمها لحياتنا اليومية. هيا بنا نتعرف عليها معًا:
- الطاعة لله هي السعادة: تعلمنا من قصة سيدنا آدم وحواء في الجنة أن طاعة الله هي الطريق إلى كل خير وسعادة في الدنيا والآخرة. عندما خالفوا أمر الله وأكلوا من الشجرة، خرجوا من الجنة. هذا يعلمنا أن نسمع كلام الله ونطيعه دائمًا بقلوب صافية.
- الشيطان عدو دائم: إبليس هو عدونا اللدود هو يحاول دائمًا أن يوسوس لنا ويزرع الأفكار السيئة في قلوبنا البريئة، مثلما فعل مع آدم وحواء، ومع قابيل. يجب أن نكون أذكياء وشجعان ولا نستمع إليه أبدًا، ونقول دائمًا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لنتخلص من وسوسته.
- التوبة والرجوع إلى الله: رأينا كيف ندم سيدنا آدم وزوجته بعد خطئهما، ودعوا الله بقلب منكسر قائلين: ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. هذا يعلمنا أنه حتى لو أخطأنا، يجب أن نندم ونستغفر الله ونطلب منه السماح، فهو غفور رحيم ويحب أن يغفر لنا.
- أهمية العمل والاجتهاد: عندما نزل آدم وحواء إلى الأرض، بدأا يعملان بجد ويزرعان ويتعبان ليعمرا الأرض ويأكلا. هذا يرينا أن النجاح والطعام وكل ما نحتاجه يأتي بالعمل والاجتهاد والمثابرة، وليس بالكسل أبدًا.
- اختلاف الطباع يكمل بعضه: تعلمنا أن الله جعل لكل منا موهبة وعملًا يحبه، مثل قابيل الذي أحب الزراعة وهابيل الذي أحب الرعي. هذا الاختلاف ليس شيئًا سيئًا، بل هو جميل ويجعلنا نكمل بعضنا البعض في الحياة ونكون فريقًا واحدًا. يجب أن نشجع بعضنا على العمل الذي نحبه.
- احذروا الحسد والغضب: من أخطر الدروس في القصة هي عاقبة الحسد والغضب. قابيل حسد أخاه هابيل وغضب منه غضبًا شديدًا، وهذا جعله يرتكب خطأ كبيرًا لا يُغتفر. الحسد يقتل القلوب ويجعلنا نفعل أشياء سيئة. يجب أن نحب الخير لإخواننا وأصدقائنا كما نحبه لأنفسنا.
- القلب الطيب والنوايا الصادقة: عندما قدّم قابيل وهابيل قربانهما، قبل الله قربان هابيل لأنه كان بقلب طيب ونية صادقة وقدم أفضل ما لديه بحب. هذا يعلمنا أن الله ينظر إلى قلوبنا ونوايانا الصافية، ويحب الإخلاص في كل ما نفعله.
- الندم والتعلم من الأخطاء: ندم قابيل ندمًا شديدًا بعد أن فعل ما فعله. حتى أن الله أرسل له غرابًا ليعلمه كيف يدفن أخاه. هذا يظهر لنا أن كل إنسان يخطئ، ولكن المهم أن نتعلم من أخطائنا ونحاول أن نصلحها ونصبح أفضل وأحسن.
- الثقة في هدي الله ورسله: في نهاية القصة، أخبرنا سيدنا آدم أن الله لن يترك بني الإنسان وحدهم أبدًا، بل سيرسل لهم الأنبياء الصالحين ليرشدوهم إلى الطريق الصحيح. هذا يعطينا الأمل والثقة بأن الله يحبنا دائمًا وسيهدينا.
هذه هي بعض الدروس العظيمة التي نستلهمها من قصة سيدنا آدم وعائلته الكريمة. أتمنى أن نستفيد منها جميعًا في حياتنا لنكون أطفالًا صالحين، ومحبين، ومطيعين لله، ونزرع الخير في كل مكان نذهب إليه.
أتمنى أن تكون هذه القصة قد نالت إعجابكم واستفدتم منها يا أحبائي الصغار. هل لديكم أي أسئلة أخرى حول قصص الأنبياء، أو أي شيء آخر تودون تعلمه؟ نحن هنا لنساعدكم
ما هي القصة الدينية القادمة التي تحبون أن نضيفها لكم على موقعكم المميز موقع قصة لكل جيل؟ ضعوا لنا ردودكم في التعليقات، وكيف كان أسلوب القصة، هل هو سهل أم صعب؟ أيضًا أضيفوا رأيكم في التعليقات.
