قصتنا اليوم، أحبابي الصغار، قصة شيقة وجميلة، قصة أصحاب الفيل للأطفال، مكتوبة بأسلوب رائع ومفهومة كقصة دينية للاطفال يمكن قراءتها وفهمها بمنتهى السهولة واليسر.
قصة أصحاب الفيل للأطفال
كان هناك ملك ظالم وقاسي وطاغية، كان يسكن في اليمن. كان اسم هذا الملك أبرهة الأشرم، هذا الملك أحس بالغيرة الكبيرة والحسد غير المسبوق؛ لماذا يذهب العرب في كل عام إلى الكعبة ويطوفون حولها ويعظمونها، ويحترم العرب ذلك البيت بشكل شديد؟
فغضب غضبًا شديدًا، ثم قرر أن يبني بيتًا مشابهًا تمامًا للكعبة، حتى يصبح الناس يزورونه ويتركون البيت الذي يوجد عند العرب، ويقصد بذلك الكعبة.
فبنى ذلك البيت، وكان تقريبًا مشابهًا بشكل كبير للكعبة، فلما جاء موعد زيارة العرب إلى الكعبة، لم يحضر أشخاص إلى البيت الذي بناه مشابهًا للكعبة، لم يحضر إلا عدد قليل غير مذكور.
فما زاد هذا الأمر إلا من غضبه بشكل كبير جدًا، وزاد في غيظه، ففكر في هدم الكعبة، حتى يُضطر الناس للحضور إلى البيت الذي بناه هو في اليمن.
فطلب من جيشه التجهيز لغزو الكعبة وهدمها، وجهز أبرهة الأشرم الجيش، وأحضر فيلًا كبيرًا، كان يُطلق عليه محمود كما يُقال، وانطلقوا نحو الكعبة.
وكانوا في الطريق، أينما حلوا على قبيلة أو ناس، أخذوا منهم خيولهم وإبلهم، حتى إنهم لما وصلوا إلى مكة، وجدوا إبلًا لـ عبد المطلب، جد النبي ﷺ – ترعى، وكان عددها مئتين، فأخذوها واغتنموها.
فلما علم عبد المطلب بهذا، ذهب إلى المكان الموجود فيه أبرهة الأشرم، فلما وصل عبد المطلب إلى خيمة أبرهة، أُذن له بالدخول، وبينما هو داخل، أُعجب أبرهة بـ عبد المطلب، وأحس أن عليه هيبة كبيرة، ولباسه يدل أنه سيد قومه، فجلس عبد المطلب، وبدأ الحديث مع أبرهة، مفاوضًا له على الإبل.
فغضب أبرهة، قائلًا:
"اعتقدت أنك جئت لتشفع عندي بعدم مهاجمة الكعبة، وأنت تسألني عن الإبل!"
فقال عبد المطلب:
"الإبل أنا ربها، والكعبة لها رب يحميها."
فرجع عبد المطلب إلى مكة، وأخبر قومه أن يخرجوا إلى الجبال، حينما تأكد أن أبرهة وجيشه سوف يغزون الكعبة بدون تردد، فخرج قومه وأطفالهم وإبلهم وأغنامهم إلى الجبال، وذهب عبد المطلب إلى الكعبة، ودعا الله أن يحمي الكعبة، ولحق قومه إلى الجبال.
فبدأ جيش أبرهة يتقدمون نحو الكعبة، فلما اقتربوا، رفض الفيل الذي جلبوه من اليمن، وقلنا كما ذكرت القصص، كان اسمه محمود، أن يتقدم نحو الكعبة، ووقف في مكانه.
حاولوا بكل الطرق أن يجعلوه يتقدم، سواء بسحبه أو دفعه أو ضربه، ولكن كان الأمر من الله للفيل أن يبقى في مكانه.
فغضب أبرهة:
"ما الذي يحصل؟ ما المشكلة؟ الفيل الذي قطعنا به مسافات طويلة ليساعدنا في هدم الكعبة جلس على الأرض ولا يريد أن يتحرك!"
وفي حينها، بدأ الغضب الرباني بإرسال طير أبابيل، طيور صغيرة تحمل في أقدامها حجارة من جهنم، ترمي بالحجارة التي تحملها فوق جيش أبرهة وخيولهم.
فقتل أبرهة وجيشه، وهرب من هرب، وبقيت الكعبة في مكانها، وحماها الله من أبرهة وجيشه، فعاد عبد المطلب وقومه إلى الكعبة، ونظفوها، وأزالوا ما فيها من أوساخ، وفرحوا فرحًا شديدًا بسلامة الكعبة ومقتل أبرهة وجيشه.
وُلد النبي محمد ﷺ في هذا العام، ولذلك أُطلق عليه عام الفيل، ولذلك حين نُسأل عن العام الذي وُلد فيه النبي، نقول: عام الفيل.
فهذه قصة عام الفيل، وعاشت مكة بسلام بعد هذه القصة.
وهذه الايات من سورة الفيل التي ذكرت القصة:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴿١﴾
أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴿٢﴾
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴿٣﴾
تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ﴿٤﴾
فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ ﴿٥﴾
أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بهذه القصة، وأتمنى أن تكتبوا لنا ما رأيكم بهذه القصة، وأن تخبرونا ما القصة القادمة التي تحبون أن نقدمها لكم في القصة القادمة.
الدروس والعبر من قصة أصحاب الفيل للاطفال:
- الظلم والطغيان يؤديان دائمًا إلى الهلاك، كما حدث مع الملك أبرهة الأشرم.
- الغيرة والحسد يدفعان الإنسان إلى أفعال خاطئة، مثل محاولة هدم الكعبة.
- الكعبة لها رب يحميها، وهذا ما عبّر عنه عبد المطلب عندما قال: "الإبل أنا ربها، والكعبة لها رب يحميها".
- دعاء المؤمن الصادق، مثل دعاء عبد المطلب، سبب في النصر والحماية.
- قوة الله تفوق كل قوة؛ فقد أرسل طيرًا صغيرًا بحجارة فقضى بها على جيش عظيم.
- الفيل محمود رفض التقدم بأمر الله، دلالة على أن المخلوقات كلها تخضع لأمر الله تعالى.
- الله يحمي بيته الحرام من كل من يريد به سوءًا.
- هذه القصة تبيّن أن النصر من عند الله وحده، وليس بالقوة والعدد.
- وُلد النبي محمد ﷺ في هذا العام، لذلك سُمي بـ "عام الفيل"، وهو عام مبارك في تاريخ مكة.
