سنتحدث اليوم أحبتي الصغار، على موقعكم "قصة لكل جيل"، عن قصة سيدنا موسى عليه السلام للأطفال، وسنخبركم أيضاً أن فرعون كان ظالماً يظلم كل إنسان يخالفه أو لا، وكان يعترف بأنه هو الرب، وكان يقتله لأنه ظالم ولا يريد أحداً أن يخالفه.
قصة ماشطة ابنة فرعون للاطفال
في ذات الأيام، كانت ماشطة ابنة فرعون تقوم بعملها المعتاد بتمشيط شعر ابنة فرعون المدللة، والتي كانت تحب أباها حباً شديداً، وبينما هي تمشط شعر الفتاة المدللة، إذ سقط المشط من يدها، فقالت: "بسم الله"، فرحت الطفلة، لأن الخدم داخل القصر يحبون أباها كثيراً ويذكرون اسمه بالخير، فقالت الفتاة للماشطة وهي مسرورة: "أتقصدين بقولكِ أبي فرعون؟"
خافت الماشطة أن تخبر الفتاة، فيكشف أمرها، لكنها بعد تفكير، ورأت الفتاة مسرورة، قالت في نفسها: لعلي أستغل الفرصة ولعلها تؤمن كما آمنت أمها من قبلها آسية بنت مزاحم.
ردت الماشطة بثقة وإيمان قوي، وقالت: "لا، أقصد الله رب العالمين، ربي وربك ورب أبيكِ فرعون"، فسألتها الفتاة: "وهل هناك رب غير أبي فرعون؟" قالت الماشطة: "نعم، رب العالمين جميعاً".
غضبت الفتاة وذهبت لأبيها وأخبرته بما حصل معها ومع الماشطة، وأنها تعبد رباً غيره، وتؤمن بما جاء به موسى عليه السلام، وتكفر بأن فرعون هو رب العالمين.
حينها، أحبتي الأطفال، غضب فرعون غضباً شديداً، وأمر جنوده أن يحضروا الماشطة، وقفت الماشطة أمام فرعون، فسألها: "صحيح ما سمعته أنك تؤمنين برب غيري؟" قالت الماشطة بثقة: "نعم، أنا مؤمنة برب العالمين، ربنا جميعاً".
غضب فرعون غضباً شديداً، وطلب منها أن تتراجع عن قولها وتؤمن به رباً ولا تؤمن بغيره، ورفضت الماشطة وبقيت مُصرة على قولها.
حينها، غضب فرعون بشكل أشد، ولم يعد يتحمل كيف يكون من خدمه من يرفض أوامره، فقرر أن يعذبها عذاباً شديداً حتى لا يتجرأ أحد بعدها على ذلك.
أمر جنوده أن يحضروا قدراً كبيراً مثل الذي يُصنع به الطعام، ولكنه كان ضخماً جداً، وفي بعض الروايات، قيل إنه كان مصنوعاً من النحاس ومجوفاً من الداخل، وملأه بالزيت، ثم أوقد تحته النار حتى صار يغلي.
أمر فرعون الماشطة أن ترجع عن دينها ودين موسى عليه السلام، وإلا فإنه سيقتلها، ولكنها رفضت وبشدة، حينها، أراد فرعون أن يزيد الضغط عليها، فأمر أن يُحضروا أولادها الخمسة، وقال لها: "إذا لم ترجعي عن دينكِ، سأبدأ بإلقاء أولادكِ واحداً تلو الآخر في الزيت"، لكنها رفضت.
ازداد جنون فرعون، وقال في نفسه: ما هذا الصبر القوي؟ كيف بامرأة يهددها بقتل أولادها ثم نفسها، وترفض أمري؟، أمر فرعون أن يلقى ولدها الأول في الزيت، فما هي إلا لحظات حتى طفت عظامه على سطح الزيت.
يا له من موقف عظيم وامتحان كبير! لكن الماشطة رفضت الرجوع عن دينها، لأنها كانت تريد نشر الحق وتطمع في الجنة، وأمر فرعون بإلقاء الأولاد واحداً تلو الآخر، وكان في كل مرة يكرر عليها سؤاله، فتجيب بنفس الجواب: "ربي وربك الله، رب كل شيء ومالكه".
كلما أجابته بهذه الإجابة، زاد جنونه، وحين وصل إلى ولدها الخامس، وكان رضيعاً، أمر فرعون أن يُلقى في الزيت، رق قلب الماشطة للرضيع وبدأت تفكر. فرح فرعون وظن أنها ستتراجع.
لكن المفاجأة، أحبتي الأطفال، أن الطفل الرضيع تكلم قائلاً: "يا أمي، اصبري، فإنكِ على الحق"، واطمأن قلب الماشطة، وعرفت أنها على الحق، فقد كان هذا الطفل من بين أربعة أطفال تكلموا في المهد.
هؤلاء الأطفال هم: هذا الطفل الذي ذكرناه في هذه القصة، والطفل الذي دافع عن سيدنا يوسف، والطفل في قصة العبد الصالح جريج، ونبي الله عيسى عليه السلام.
فقالت الماشطة لفرعون: "ربي وربك الله"، فأمر فرعون أن يُلقوا الماشطة وطفلها في الزيت المغلي، فصعدت أرواحهم إلى السماء ليكونوا قصة يتداولها الناس جيلاً بعد جيل عن الصبر والثبات على الحق.
شكراً لكم، أحبتي الصغار، على قراءة قصة ماشطة ابنة فرعون، وندعوكم لقراءة المزيد من القصص الدينية المميزة، ولا تنسوا أن تتركوا رأيكم في التعليقات، وما هي القصة القادمة التي تحبون أن تقرأوها.
الدروس والعبر من قصة ماشطة ابنة فرعون للأطفال
- الصبر والثبات على الحق، حتى في أشد المواقف الصعبة.
- الإيمان بالله تعالى هو الطريق إلى الجنة والفوز في الآخرة.
- قوة الأمومة وحب الأم لأولادها، ومع ذلك، فإن الإيمان أقوى من العاطفة.
- الظلم مهما بلغ، فإن الله يمهل ولا يهمل، والعاقبة للمؤمنين.
- شجاعة المرأة المؤمنة التي لم تخشَ الطغاة وثبتت على الحق.
- إرادة الله أقوى من إرادة أي طاغية، والظالم مهما تجبر سينتهي أمره.
- من يثبت على دينه يُرفع ذكره بين الناس وتُصبح قصته عبرة للأجيال.
- الطفل الذي تكلم في المهد يعلّمنا أن الله قادر على كل شيء.
- الدعوة إلى الله أحياناً تحتاج إلى تضحية كبيرة وثبات.
- كل مؤمن يُمتحن في دينه، وعلى المؤمن أن يثبت ليكون مثالاً يحتذى به.